تحتل مواقع التواصل الاجتماعي مكانة خاصة في الحياة اليومية للأشخاص وجزءا لا يتجزأ منها، لذا باتوا يحرصون على مشاركة صورهم مع أصدقائهم باستمرار على صفحة "الفايسبوك"، فمنهم من ينشر صوره وهو يرتكب معاصي ويتباهى بذلك هاتكا ستر الله عليه، وآخرون يمارون بصورهم وهم يؤدون عباداتهم فيقعون تحت طائلة الرياء وبين مطرقة التبجح بالمعصية وسندان الرياء تتنوع مناشير وتختلف. حوّل جل مرتادي موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فايسبوك" صفحاتهم إلى مذكرات يومية يوثقون من خلالها بالصور وأحيانا بالمنشورات المكتوبة أدق التفاصيل، حتى وإن كانت تحمل في طياتها بعض الأفعال المشينة التي يرفضها الإسلام ويستنكرها المجتمع برمته. فمن خلال المنشورات في الصفحات الخاصة والمجموعات يحرص بعض "الفايسبوكيين" على وضع صور لقطع من المخدرات وعليها عبارات تشير إلى جلسة استمتاع مع الأصدقاء، أو طاولة معدة للسهرة مزينة بمختلف أنواع المشروبات الكحولية وقارورات الجعة بأحجام مختلفة، فضلا عن السجائر التي باتت أمرا عاديا بالنسبة إلى أصحاب هذه الصور، ولا يكتفون بنشرها بل يدعون أصدقاءهم إلى الانضمام إليهم ومشاركتهم هذه السهرة التي لا تنسى أو كما يسمونها سهرة العمر، وهذه عينة بسيطة من آلاف الصور التي تعج بها صفحات "الفايسبوك" زيادة على صور لفتيات وشبان يعرضون فيها خرجاتهم رفقة خلانهم على شواطئ البحر أو في الغابات. وفي مقابل هذه الصور التي يجهر فيها أصحابها بالمعصية بعدما سترهم المولى عز وجل ولم يطلع عليهم أحد، ينشر ثلة أخرى من مرتادي العالم الافتراضي صورهم أثناء تأديتهم مختلف العبادات فمن سلفي داخل المسجد، إلى آخر خلال تأدية الصلاة، إلى سلفي في البقاع المقدسة أو خلال قراءة القرآن الكريم ومجموعة لا يفوتون الفرصة لتذكير أصدقائهم ومتابعيهم بمواظبتهم على صيام السنة يومي الإثنين والخميس وغيرها من النوافل. وفي هذا الإطار، حذرت المختصة في علم الاجتماع والداعية مليكة خنوش، من خطورة تداول الصور المشيعة للفاحشة على "الفايسبوك" كونها تدعو إلى الانزلاق في السلبية، خصوصا أن غالبية ناشريها يعتمدون أسماء مستعارة حتى يمرروا رسائلهم التي لا يقبلها الشرع ولا الأعراف. وشددت المتحدثة على خطورة إشاعة هذه الفاحشة في المجتمع حتى أصبحت أمرا عاديا وتلاشت القيم والأخلاق والمبادئ، فما لم يكن مقبولا في مجتمعنا سابقا وبفعل هذه الوسائل صار أمرا عاديا فهونت من خطورته ليصبح أمرا مألوفا، وقد ساهمت بشكل كبير في ظهور بعض السلوكات كالغرور والإعجاب بالنفس زد على ذلك حب التباهي وإظهار المستوى المعيشي لصاحبها.