صور الحجاج تملأ صفحاته الفايسبوك مساحة لتبادل تبريكات الحج بعد أن كانت تبريكات الحاج في مجتمعنا تكون بزيارته إلى البيت تحول (الفايسبوك) إلى أسهل طريقة لتبريك الحاج بحجه وتهنئته بعودته سالما غانما من البقاع المقدسة ومع توافد أفواج الحجاج العائدين إلى الجزائر ملأت صور عودتهم عبر المطار أو حتى بالبيوت صفحات الفايسبوك من أجل إعلام الجميع على غرار الأهل والأصدقاء والأحباب بعودة الحاج.
نسيمة خباجة الفايسبوك تحول إلى أسرع وسيلة لإيصال مختلف الأخبار إلى الغير بحيث حل محل العلاقات الاجتماعية وصورتها التقليدية وحسب ما كان في السابق فإن عودة الحاج تكون منتظرة من طرف الجميع بحيث يتلهف الكل لرؤيته لكن اليوم كانت هناك مساحة أقرب وأسرع للجميع وهي فضاء الفايسبوك الذي أصبح يجمع كل الأحداث المحزنة والسارة فمن التعازي في حال حدوث الوفيات إلى التهاني بالمواليد الجدد وبالزواج إلى غيرها من الأحداث التي تعيشها الأسر ليختم هذا وذاك بصور الحجاج التي ملأت صفحات الفايسبوك معلنين عودتهم إلى أرض الوطن سالمين غانمين بعد تأدية أهم ركن من أركان الإسلام ألا وهو ركن الحج الأعظم. التهاني تتهاطل على الحجاج بعد فرحتهم بأداء ركن الحج الأعظم راح بعض الحجاج العائدين من البقاع المقدسة إلى إبداء غبطتهم وفرحهم عبر الفايسبوك وإعلام أصدقائهم وكل معارفهم بعودتهم سالمين من مكةالمكرمة بحيث ازدانت صفحات الفايسبوك بصور عودتهم بذلك اللباس ناصع البياض بياض قلوبهم وأفعالهم بعد عودتهم من الأرض الطاهرة وكانت صورا من المطار برفقة الأقارب وظهرت بمحاذاتهم الأمتعة وهناك من أظهر حتى صور وصوله إلى البيت وملامح الفرحة بادية على وجهه ووجوه أقاربه بعد استيفاء أهم ركن من أركان الإسلام. وظهرت أسفل تلك الصور العديد من التهاني من الأقارب والأحباب والأصدقاء بعد نشر خبر وصول الحاج أو الحاجة بصحة وعافية إلى أرض الوطن لاسيما مع تسجيل بعض الوفيات أثناء وبعد الحج خلال هذا الموسم رحمهم الله تعالى فرهاب عدم عودة الحاج يمتلك عادة أقارب ومعارف الحاج لاسيما كبار السن من الحجاج الأمر الذي يصنع الفرحة برؤيتهم وهم يعودون إلى أحضان أسرهم بحيث تبعت بعض صور الحجاج العديد من التعليقات على رأسها (حج مبرور وذنب مغفور) (الحمد لله على السلامة) وغيرها من التعليقات الأخرى التي تدور في فحوى واحد وهو التبريك والتهنئة للحجاج نسوة ورجالا. السيلفي كان حاضرا بقوة في الحج ما لاحظه الكثيرون في السنوات الأخيرة هو انتقال عدوى السيلفي والتقاط الصور بتقنية متطورة في الحج بحيث يعكف كل حاج على إرفاق جهاز نقال متطور بغية أخذ صور في البقاع المقدسة من أجل الذكرى وإظهارها للأقارب لاكتشاف الأماكن التاريخية الرائعة التي تسرد الأحداث الإسلامية في مكةالمكرمة وامتلأت أغلب مواقع الأنترنت بصور الحجاج وهم بملابس الإحرام وفي أماكن كثيرة في مكةالمكرمة وأصبحت من بين عادات الحجاج في كل سنة التقاط الصور على الرغم من عدم تسجيل تلك العادة فيما سبق إلا أن تطور تقنية التصوير والسلفي تأثر بها الوافدون إلى بيت الله الحرام في السنوات الأخيرة. وبذلك حضر السيلفي وعرف رواجا في كل مراحل الحج لهذا الموسم من الطواف حول الكعبة إلى أداء الركن الأعظم للحج على صعيد عرفة إلى رمي الجمرات الثلاث في مشعر منى قرب مكة وحرص الحجاج على التقاط صور بمختلف الأمكنة بغية الاحتفاظ بكل تلك الذكريات. ومن الوجهة الشرعية فإن انتشار ظاهرة السلفي والتقاط الصور إن كانت للذكريات بقصد الاحتفاظ الشخصي لا للنشر فلا بأس وإن كانت للمباهاة بالعبادة فهي ممنوعة وراح بعض رجال الدين إلى القول: (الأحوط للمسلم تركها) لأن وقت الحج هو للتواصل مع الله وتطهير النفس.