قدمت أمس بنات الشهيد "بوسعيد رابح" شكوى رسمية لدى وكيل الجمهورية بمحكمة تيزي وزو ضد مديرية التربية، وهذا بسبب إهانة هذه الأخيرة لوالدهم الشهيد برمي أغراضه ودس كرامته بناته الأربع. ذوحسب الضحايا اللواتي اتصلن ب "الشروق اليومي" لعرض القضية، فإن مديرية التربية لتيزي وزو أهانت أحد رموز الثورة التحريرية، وهذا بطرد بنات الشهيد ورمي أغراض العائلة بطريقة مفضوحة إلى الشارع وتسليم المسكن الوظيفي لشقيقة سكرتيرة مدير التربية لتيزي وزو. وأكدت الضحايا واللواتي يقطن داخل المسكن الوضيفى المتواجد بمتوسطة "بليل" بتيزي وزو والذي كانت من قبل تقطنه والدتهن المرحومة "بوسعيد ويزة" مجاهدة وأرملة الشهيد والمتوفاة بسكتة قلبية بتاريخ 5 أوت 2006 بعد تلقيها إعذارا بإخلاء المسكن الوظيفي وهو المسكن الذي شغلته منذ سنة 1974 بصفتها ممرضة بقطاع التربية، فإن مديرية التربية لتيزي وزو، وحسبهن، أهانت مرة أخرى العائلة المجاهدة، وهذا بإقدامها مؤخرا ودون سابق إنذار على كسر الأقفال والتعدي على حرمة المسكن الذي تسكنه المرحومة، وتم رمي أثاثها ومتاعها وجميع أغراضها خارج المسكن بعد إتلاف جزء كبير منه، والأخطر من ذلك وهو ما لا يقبله العقل ويرفضه المنطق، تقول المتضررات من القضية إن الخطر هو الإهانة التي طالت رمزا من رموز الثورة وداست كرامته، عندما تعرضت شهادة الشهيد المرحوم "بوسعيد رابح" للإهانة ورميت أرضا في الممر المشترك لسكان المبنى الوظيفي كما ترمى المهملات، مع العلم أن هذه الشهادة سلمت لعائلة الشهيد الذي سقط في ميدان الشرف عام 1959 من طرف السلطات العليا للبلاد، والمتمثلة في وزارة المجاهدين، وذلك عرفانا له بتضحيته بالنفس والنفيس في سبيل الوطن ومن أجل أن تحيا الجزائر حرة أبية تعز أبناءها لا ذليلة تهين من أضاء دربها. وتقول البنات الضحايا ليت الأمور توقفت عند هذا الحد ولم تطل بناته، بل وصلت الوقاحة إلى حد مضايقة أختيهما واستفزازهما لأنهما موظفات في قطاع التربية، وقد وصل الحد إلى تهديدهما بالتوقيف عن العمل والإحالة على مجلس التأديب بدعوى أنهما ترفضان تسليم مفتاح السكن، متناسين أو متجاهلن عمدا وجحدا لصفتهن كبنات لشهيد ومجاهدة خدما الوطن، ولهذا تناشد الضحايا عبر "الشروق اليومي" كل الغيورين على هذا الوطن وكل ضمير حي ومن بينهم أصحاب القرار على أن يتدخلوا عاجلا لوضع حد لهذه التصرفات السلبية التي تسيء للوطن وللأسرة التورية. للإشارة فإن السكن الوظيفي الذي تقطنه والدة الضحايا تم تسليمه مؤخرا لشقيقة سكرتيرة مدير التربية لولاية تيزي وزو.