لا يزال الاستعمال السلبي لمواقع التواصل الإجتماعي، يصنع قضايا خطيرة، ويهدد الحياة الشخصية للأفراد، خاصة القصر منهم الذين أصبحوا عرضة لمختلف المخاطر، والاستغلال تحت طائلة التهديد باستعمال مختلف الوسائل، وكثيرا ما تستعمل أسماء مستعارة لاقتراف مثل هذه الجرائم، التي أضحت مختلف أجهزة الأمن تواجهها بالاعتماد على أحدث التقنيات. قضية جديدة، سجلتها مؤخرا مصالح أمن ولاية سيدي بلعباس، وكان الضحية فيها تلميذتين في الطور المتوسط، تبلغان من العمر 14 و16 سنة، اللتان تعرف عليهما شاب عمره 21 سنة، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، الذي كان يبحر فيه باستعمال اسم مستعار، و بعد فترة من التعارف في العالم الافتراضي، نجح في الالتقاء بهما أمام باب المتوسطة التي تدرسان بها، وإجبارهما على منحه الأموال والمجوهرات تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، وتمكن من سلب الضحية الأولى مبلغ 5 آلاف دج الذي سرقته من أهلها، بينما أجبر الثانية على منحه مجوهرات ملك لوالدتها، قبل أن ينكشف أمرهما ويرفع أهلهما شكوى ضد الفاعل، الذي ظل مجهولا لاستعمال اسما مستعارا بحسابه الخاص بالفايسبوك، إلا أن التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن باستعمال أحدث التقنيات، مكنتها من تحديد هويته و موقع تواجده، ليتم مداهمته و توقيفه، و كانت الضحيتان قد تعرفتا عليه عند مقابلته، وأكدتا ما أقدم على فعله معهما، خلال جلسة محاكمته التي انتهت بإدانته بسنة حبسا نافذا. وتأتي هذه القضية، في وقت كانت قد أحصت فيه مصالح أمن ولاية سيدي بلعباس، خلال حصيلتها الخاصة بالسنة المنصرمة، 11 جريمة إلكترونية، تورط في ارتكابها 19 شخصا، وكانت أكبر نسبة منها سجلت بسبب الاستعمال السلبي لمواقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، أهمها تلك التي كان فيها الضحايا من فئة القصر، ممن كانوا عرضة للاستغلال جنسيا مع التحريض على الفسق وفساد الأخلاق عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، والآخرون تم المساس بحياتهم الخاصة، عن طريق نشر صور من شأنها الإضرار بهم.