رفضت الحكومة الفرنسية إبداء موقف رسمي من تصريحات إيمانويل ماركون، الذي وصف الإستعمار "بالجريمة ضد الإنسانية"، واكتفى وزير خارجيتها بالتأكيد على أن هذا الماضي "مأساوي" لكن الرهان الحالي هو "تعايش الذاكرات". وشهدت جلسة للجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) الثلاثاء جلسة "ساخنة"، بين نواب من حزب الجمهوريين اليميني وكاتب الدولة للشؤون الأوروبية هارلام ديزير، الذي مثل وزير الخارجية جون مارك أيرولت في الرد على سؤال بشان تصريحات ماركون. ووفق مضمون هذه الجلسة الذي نشر الأربعاء على موقع البرلمان الفرنسي، فإن النائب عن حزب الجمهوريين إيف سانسي، تساءل عن غياب أي رد رسمي فرنسي على تصريحات ماركون بالجزائر، والتي اعتبرها "شتيمة خطيرة بحق بلادنا" و "تزوير للتاريخ" ووفق القانون "يمكن أن تجر المسؤولين عنها إلى محاكم دولية". ورد كاتب الدولة هارلام ديزير على السؤال بطريقة "دبلوماسية"، رفض خلالها إطلاق أحكام على تصريحات المرشح الرئاسي وموقف الحكومة منها، بالقول "إلى جانب الروابط الإنسانية والثقافية العميقة التي تجمع بلدينا، وإذا كان الماضي الإستعماري مأساوي وعنيف، فالرهان الحالي هو تعايش الذاكرات، والجزائر شريك سياسي واقتصادي هام لفرنسا يجب أن نبني معه مستقبلا مشتركا". وذكر هذا المسؤول بزيارة الرئيس فرانسوا هولاند إلى الجزائر عام 2012 ، وما تمخض عنها من إعلان صداقة وتعاون وما تبعها من تنصيب لجنة حكومية واقتصادية للتعاون . وشدد هارلام ديزير في رده، على أن تعزيز التعاون مع الجزائر في كافة المجالات من شانه المساهمة في "تعايش الذاكرات"، وهذه العلاقة ضرورية للبلدين ولمنطقة حوض المتوسط". هذه التوضيحات لم تقنع أصحاب المساءلة، الذين طالبوا برد أوضح حول موقف الحكومة من وصف الاستعمار بالجريمة ضد الإنسانية، حيث ينقل تقرير الجلسة، أنها قوبلت بالتصفيق من الإشتراكيين وصيحات احتجاج من اليميين.