ساد جو من الغموض والقلق وسط الأولياء وبعض المختصين في مجال الصحة بشأن حملة التلقيحات الجديدة التي تباشرها وزارة الصحة الأسبوع المقبل والتي تستهدف تلاميذ المدارس في الطورين الأوّل والثاني، بعدما طلبت وزارة الصحة من الأولياء موافقتهم على خضوع أبنائهم للتلقيح، وهو ما بعث في نفوسهم الكثير من التساؤلات والشكوك حول تأثير هذا اللقاح على صحة أبنائهم. وحسب وزارة الصحة فإن الحملة الوطنية للتلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية "روبيول" ستنطلق في الوسط المدرسي وذلك ابتداء من السادس مارس وتتواصل إلى غاية ال 15 من الشهر، بعد انتهاء امتحانات الفصل الدراسي الثاني. كما أدخلت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لقاحا جامعا جديدا موجه للرضع البالغين 11 شهرا يتعلق بالتطعيم المضاد للحصبة والحصبة الألمانية "روبيول" والنكاف "الأوريون" وستباشر الحملة ابتداء من ال24 مارس الجاري، وذلك في إطار رزنامة اللقاحات الجديدة التي تبنتها الوزارة. ويأتي تطبيق "هذين الإجراءين الاستراتيجيين والتكميليين وفق توصيات المنظمة العالمية للصحة، حيث ستشمل الحملة 7 ملايين تلميذ بغض النظر عن حالتهم التلقيحية السابقة، وستتم في المؤسسات التعليمية للطورين الأوّل والثاني." حسب ما أفادت به الوزارة. وتسجّل الجزائر أقل من 100 حالة متفرقة سنويا ورغم ضآلة النسبة إلا أن الحيطة والحذر يفرضان عدم التهاون في التلقيح الذي تراجع من 20 ألف إصابة نهاية الثمانينات إلى 100 إصابة في السنوات الماضية. من جهتها المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه أصدرت بيانا بعد تلقيها عدّة اتصالات وطلبات من المواطنين لإسداء النصح حول اللقاح الجديد للأطفال ابتداء من 6 سنوات والمسمى "ror"، حيث يعتبر هذا اللقاح الوحيد الذي يطلب فيه من الأولياء موافقتهم لتطعيم أبنائهم، وهو أمر تراه المنظمة غير مقبول تماما لأنه يستحيل على الولي أن يقرر في ظل غياب معلومات كافية عن محتوى اللقاح وآثاره الجانبية على المديين القريب والبعيد، لاسيما وأن بعض الدراسات تشير إلى وجود كميات من مادة معدنية قد تسبب أمراضا أخرى مستعصية. وقصد رفع كل لبس يكتنف القضية تطالب منظمة حماية المستهلك وزارة الصحة بنموذج موحد لترخيص الأولياء يتضمن المعطيات الدقيقة حول مكوناته ومخاطره حتى تكون الموافقة على بيّنة. وفي انتظار هذا النموذج فإن المنظمة تنصح بعدم قبول هذا اللقاح خاصة وأن الأمراض التي يقي منها ليست خطيرة مقارنة مع ما يمكن أن يتسبب فيه، سيما وأنّ اللقاح أدخل في الرزنامة الجديدة ولم تستفد منه الأجيال وبالتالي تبقي الحيطة أولى من المغامرة، حسب المنظمة. وعلى النقيض من هذا دعت وزارة الصحة كافة مهنيي الصحة وأولياء التلاميذ والمجتمع المدني والإعلام إلى التعبئة العامة لإنجاح الحملة قصد ضمان حماية أمثل لجيل المستقبل. وتعتبر الحصبة الألمانية مرضا فيروسيا معديا يصيب الأطفال والشباب وهو أكثر خطورة على المرأة الحامل حيث تصل نسبة انتقال الفيروس للجنين إلى 90 بالمائة ما يتسبب في الإجهاض أو مولود ميت أو تشوهات خلقية شديدة تمس القلب والجهاز العصبي والعين وضعف السمع وتأخر في النمو.