عبر عدد من أصحاب بساتين النخيل في قرية أنسيغة الفلاحية، والتابعة لبلدية المغير لولاية الوادي عن قلقهم الشديد على مصير مئات أشجار النخيل التي يمتلكونها بسبب صعود طبقة ملحية فوق بساتينهم. وحسب عدد من فلاحي المنطقة، والتي يتركز نشاط ومصدر رزق مزارعيها على زراعة النخيل، فإن تشكل طبقة ملحية في المنطقة، راجع إلى وجود إحدى وحدات إنتاج الملح التي يملكها أحد الخواص، في موقع قريب جدا من بساتينهم، وأوضح أحد المهندسين الفلاحيين للشروق، أن الطبقة الملحية الموجودة في المنطقة الزراعية بأنسيغة أشبه بالورم الخطير، الذي يهدد الزراعة على المدى القصير والمتوسط في المنطقة، ذلك أنه يؤثر على إنتاج المزروعات خاصة أشجار النخيل، بفعل تحوّل المياه التي تسقى بها إلى مياه مالحة، كما أن ذلك يؤدي إلى هدم بنية التربة خاصة لجهة التهوية، وأشار ذات المتحدث إلى تأثر اليخضور وعملية التركيب الضوئي للنبات بكل ذلك، وهو ما يؤدي كتحصيل حاصل إلى إنهاك النخيل ثم موتها. إذ تتسبب هذه الظاهرة حسب فلاحي الجهة، في هلاك عدد معتبر من أشجار النخيل على مستوى قريتهم، وبشكل تراكمي، وهو ما بات يهدد مورد رزق تعتمد عليه عشرات الأسر، في منطقة أنسيغة. وأكد الفلاحون أنهم اتصلوا بالجهات المعنية مرارا وتكرارا قصد التدخل لإنقاذ الثروة التي ورثوها عن أجدادهم لكن دون جدوى، هذا رغم أن الجهة معروفة بجودة إنتاجها، خاصة من دقلة نور، وكثرته إذ كانت تجنى من بساتين أنسيغة كميات معتبرة من التمور، غير أن إنتاجها ما فتئ يتناقص سنة بعد سنة، وعبر الفلاحون عن تخوفهم من عدم تحرك السلطات التي قالوا إنها لم تحرك ساكنا لإنقاذ مصدر رزق عشرات العائلات، وهدّد الفلاحون برفع دعوى قضائية ضد المصنع من أجل توقيف نشاطه، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. يذكر أن واحات النخيل في ولاية الوادي التي تعد أكبر منتج وطني للتمور، تهدّدها جملة من المخاطر، تأتي على رأسها مشكلة صعود المياه في واحات وادي سوف، والذي أدى إلى هلاك المئات من أشجار النخيل واندثار مئات من غيطان النخيل في فترة وجيزة، إضافة إلى مشكلة غور المياه وخطر الحرائق الذي يهدّد آلاف أشجار النخيل في وادي ريغ، إذ يحترق سنويا نحو ألف نخلة مثمرة، تنتج في أسوأ الظروف 20 قنطارا من أجود أنواع التمور.