لا تزال سكنات عشرات العائلات القاطنة بقرى بلدية تيزي غنيف في ولاية تيزي وزو، غير مربوطة بشبكة الإنارة الريفية رغم الشكاوى العديدة والمراسلات المودعة لدى المصالح المعنية دون أي رد يذكر أو تجسيد في الميدان. أكد أصحاب هذه السكنات التي شيّدت في إطار البناء الريفي في مختلف القرى والتجمّعات السكنية بآيث إتشير، تيزي لخميس، آيث الحاج وإهبارن وغيرها أن بعضهم أنهوا الأشغال بها عام 2008، غير أنهم فضلوا البقاء في البيت العائلي القديم المتوفر على الطاقة الكهربائية رغم الضيق على التنقل إلى السكن الجديد لعدم وجود من يزوّدهم بها، كما أن هناك من اضطرتهم الظروف العائلية القاسية إلى اللجوء للوسائل البدائية لإنارة بيوتهم والتخلص من الظلام الدامس الذي زاد من معاناة وآلام الأسر التي أضناها ضنك العيش والحقرة والتهميش، وهناك من لجأ كإجراء مؤقت أمام عدم وجود حلول رسمية في الأفق، إلى الاستنجاد بأسلاك الكهرباء العشوائية من جيرانهم على مسافة تتجاوز 1500 متر لإنارة منازلهم رغم المخاطر الكبيرة التي تحتوي عليها هذه الطريقة في الإضاءة وذلك من خلال الأسلاك المرفوعة بشكل عشوائي على الأشجار والأعمدة الخشبية والحديدية حيث صارت تشكل منظر شبكة عنكبوتية بفعل تشابكها، ما يعرض الجميع لخطر الموت سيما الأطفال الذي يجعلون من دروب هذه القرى فضاء للعب والتسلية ناهيك عن تذبذب التيار خلال فصلي الشتاء والصيف، الأمر الذي يضع السكان بين أمرين أحلاهما مر، توصيل الكهرباء والاستفادة من الإنارة رغم المخاطر أو البقاء في الدجى وعدم تشغيل مختلف الأجهزة الكهرومنزلية العصرية. وفي هذا الصدد يوجه السكان الذين ملّوا الانتظار، رسالة استنجاد إلى والي تيزي وزو بعد أن فشلت مساعيهم مع السلطات المحلية ومديرية المناجم والطاقة وآخرها مديرية سونلغاز التي أخبرت بعض ممثلي هذه التجمّعات السكنية أن طلباتهم صعبة التجسيد حاليا بسبب التقشف الذي ألقى بظلاله على جميع الهيئات، التدخل لرفع الغبن عنهم من أجل تزويدهم بالكهرباء في أقرب وقت بعدما انتظروها سنوات عديدة، في الوقت الذي استفادت فيه تجمّعات أخرى حديثة العهد بالبلدية من الطاقة منذ أكثر من سنة تقريبا.