تتواصل وللأسبوع الثالث الحملة الانتخابية الخاصة بالتشريعيات، بولاية تمنراست، على غرار باقي ولايات الوطن، وسط عزوف كبير للمواطنين، خاصة في حضور التجمعات الشعبية لممثلي وحتى قادة الأحزاب التي توصف ب "المجهرية". ففي التجمعات الانتخابية التي تواجدت فيها "الشروق"، لم يتجاوز عدد الحاضرين ال 100 شخص، جزء منهم يأتي بدافع الفضول ليس إلا، وجزء هام منهم غايتهم في التواجد بالقاعات المخصصة للحملة الانتخابية الاستمتاع بالأنشطة الفنية التي ترافق عادة التظاهرات الانتخابية في الولاية، على غرار رقصات القرقابو أو إطلاق البارود، والتي يلجأ إليها ممثلو القوائم المترشحة من أجل استقطاب أكبر فئة من الحضور بغية ملأ القاعات بأكبر عدد منهم، وربما التأثير على الجهة التي يرغب المواطنون المترددون التصويت لها في تشريعيات 4 ماي القادم. وعلى الرغم من مشاركة 21 قائمة في الاستحقاق الانتخابي القادم في ولاية تمنراست، للتنافس على المقاعد الخمسة المخصصة للولاية في الغرفة السفلى للبرلمان، إلا أن جل الأحزاب السياسية فشلت على ما يبدو في إقناع الناخبين من أجل التصويت لصالحها، ويرى عدد من المتابعين للشأن السياسي في أكبر ولايات الوطن مساحة تشابه البرامج التي تقدمها هذه الأخيرة والوعود غير القابلة للتطبيق على الواقع والتي يطلقها المترشحون، فمثلا أحد متصدري القوائم تفاخر بأنه قام بترقية عدد من إطارات الولاية، وفي حال إعادة انتخابه لعهدة برلمانية سيواصل جهوده لزيادة عدد الإطارات من البلديات العشر المشكلة لولاية تمنراست، بينما تعهد مرشح آخر بتحويل تمنراست إلى قِبلة للسياح الذين سيتقاطرون عليها من مختلف دول العالم، مع تحويل عين صالح إلى قطب زراعي في المحاصيل الاستراتيجية، خاصة منتوج القمح، وسط سخرية المواطنين من الوعود الوردية، وغير القابلة للتجسيد في الواقع آجلا أو عاجلا، كما يلاحظ أن بعض الشعارات المستعملة في الحملة من قبل بعض التشكيلات الحزبية تعود إلى زمن الحزب الواحد برأي عدد من المتابعين. ولعل الظاهرة الجديدة هي تعرض مواقع إشهار القوائم لجميع الأحزاب وبدون استثناء، لعمليات تخريب واسعة، في خطوة تؤكد أن المواطن غير مقتنع تماما بتلك القوائم، وفاقد للثقة في أشخاص يترشحون لأكثر من ربع قرن، بشعارات متشابهة في كل استحقاق، ومن بين الأمور الجديدة في هذه الانتخابات، هو استغلال جميع المترشحين لمواقع التواصل الاجتماعي من أجل شرح برامجها ونشر صور مترشحيها مع الإعلان مبكرا عن تاريخ التجمعات، مما يسمح للمواطن بالتفاعل سلبا أو إيجابا مع ما ينشر، كما جنب القوائم المزيد من النفقات الإضافية الخاصة بالإشهار، كما لوحظ على الشعارات المرفوعة في صفحات الفيسبوك، عزفها على وتر الجهوية والقبلية من أجل جلب أكبر عدد من الناخبين برأي ملاحظين، مع بروز لافت لرجال الأعمال أو ما بات يعرف بأصحاب الشكارة، والذين دخلوا إلى الحملة الانتخابية بقوة، ويؤكد ذلك أن المال السياسي سيكون له دور فيصلي وهو ما يعني أيضا أن أسماء ستصل إلى البرلمان بأموالها وليس ببرامجها.