قال ملك السعودية، سلمان عبد العزيز، إن بعض المنتسبين إلى الإسلام يقدمون صورة مشوهة عنه، ودعا المسلمين إلى ضرورة العيش المشترك مع الآخر، ورافع عن الشراكة القائمة بينه بلده والإدارة الأمريكية في عدة مجالات، وبالمقابل وصف إيران بأنها "رأس حربة الإرهاب في العالم". ذكر الملك سلمان، في القمة الإسلامية الأمريكية، الأحد، بالعاصمة الرياض، والتي حضرها قادة وممثلون ل55 دولة عربية وإسلامية، والذي افتتح بآيات من سورة آل عمران "واعتصموا بحبل الله جميعا"، قائلا: "نتخذ خطوات لتعزيز شراكة حقيقية مع أمريكا الصديقة، لخدمة المصالح المشتركة، وتحقيق السلم والتنمية، وهو ما يؤكده الإسلام"، وفي حديثه عن ضرورة محاربة الإرهاب والتطرف أفاد سلمان كذلك "مسؤولياتنا اليوم أمام الله وأمام الشعوب أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أيا كانت.. الإسلام دين الرحمة والتسامح والتعايش.. الإسلام قدّم أروع الأمثلة في التعايش مع اتباع الديانات السماوية". وأعاب الملك سلوكيات بعض المسلمين التي أضرت بصورة الدين، وقال "اليوم بعض المنتسبين يقدِّمون صورة مشوهة، يريدون تقديم الإسلام على أنه دين عنف، لكن نقول للمسلمين إن أهم مقاصد الشريعة هي حفظ النفس، والإسلام يقوم على الوسطية وعدم الفساد.. جميع الشعوب والدول ترغب في العيش المشترك". وفتح الملك سلمان النار على النظام الإيراني، وقال "إيران هي رأس الحربة للإرهاب العالمي منذ الثورة الخمينية، نحن لم نكن نعرف التطرف حتى أطل رأس الخميني عام 1979"، وتابع متهما طهران "إيران بدأت أطماعها التوسعية في الدول الأخرى، ضاربة عرض الحائط مبادئ حسن الجوار، لقد صبرنا عليها حتى فاض الكأس بالممارسات العدوانية لها في اليمن وغيرها"، لكن المتحدث لم يعمم نظرته إلى الشعب الإيراني، وقال "نؤكد احترامنا للشعب الإيراني، ولا نأخذ شعبا بجريمة نظام". وأشار ملك السعودية، إلى الجهود التي بذلتها بلاده في سبيل محاربة الإرهاب والتطرف، وتوجه بالكلمات إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "الرئيس الصديق، نحن مستمرون في حربنا ضد الإرهاب، ونؤكد القضاء على داعش، وأيا كانت الجهة التي تدعمه سندحرها.. ونعلن اليوم افتتاح المركز العالمي لمحاربة الإرهاب والتطرف، عبر بعث الوسطية والاعتدال"، ليؤكد أن القضاء على الإرهاب لن يكون بالقوة فقط، بل عبر التنمية المستدامة، وأشاد الملك مطولا بالعلاقة التي تجمع الرياض بواشنطن، وقال "أمريكا الصديقة، لقاؤنا اليوم سيقوي الصداقة والعلاقة، وتنسيق المواقف". إلى ذلك، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن العلاقات الإسلامية العربية الأميركية بدأت صفحة جديدة في هذه القمة التاريخية، مضيفا بأن "المؤتمر هو خطوة أولى للعمل المشترَك ضد قوى الشر". وأكد الوزير، في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الأمريكي، ريك تيليرسون، في ختام القمة الإسلامية الأمريكية، أمس، أن إعلان الرياض سيركز على "مواجهة التطرف والإرهاب وبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة والعالم" مضيفا بأن "قادة العالم الإسلامي عازمون على محاربة تمويل الإرهاب". وعن غياب سورياوإيران عن القمة، قال الجبير "إن إيرانوسوريا لم تحضرا القمة العربية الإسلامية الأمريكية وعليهما الكف عن إشعال الفتن الطائفية والتدخل بشؤون دول المنطقة". من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي، إن الحرب على الإرهاب لا علاقة لها بالأديان أو الطوائف أو الأعراق، وأكد أن إيران غابت عن القمة بسبب استمرار أنشطتها العدائية في العراقوسوريا ولبنان، وتابع "إيران تواصل أنشطتها للهيمنة على المنطقة.. سنواصل فرض العقوبات على إيران وعليها وقف دعم الإرهاب والتدخل في شؤون دول الجوار"، وخاطب المسلمين قائلا "نأمل أن يبذل المسلمون جهودا في فهم قلق الشعب الأميركي".