غطّت فضائح المسؤولين وعملية تنصيب الحكومة الجديدة وإقالة بن عقون، على أهمّ حدث رمضاني عبر الإنترنت، المتمثل في نشر صور الموائد الرمضانية التي اعتاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نشر صورها خلال كل شهر رمضان، وما تحمله من أشهى المأكولات. المٌتصفّح للفايسبوك وتويتر مؤخرا، يلاحظ شبه غياب لصور الموائد الرمضانية، التي كان يتنافس على نشرها رواد مواقع التواصل الاجتماعي خاصة من الجنس اللطيف، فكانوا يصورون مائدتهم المٌشكلة قبل دقائق من موعد الإفطار ويعرضونها على الإنترنت، مفتخرين بما تحمله من أطباق تسيل لعاب الصائمين، فما عدا الوصفات الرمضانية التي تنشرها سيدات ومواقع مختصة في الطبخ، لم نلمح الكثير من صور الموائد الرمضانية كالعادة. واستبدل رواد الإنترنت صور الموائد بتعليقات وصور طريفة عن الأحداث السياسية والاجتماعية التي طفت على السطح مع دخول شهر رمضان، وأهمها إقالة الوزير الأول عبد المالك سلال، وتعيين أعضاء الحكومة الجديدة، وإقالة وزير السياحة بن عقون، وجريمة إطلاق وزير الشؤون الدينية الأسبق النار على زوجته، وأخيرا فضيحة المؤسسة البترولية نفطال، وغيرها من الأحداث التي شهدت تفاعلا كبيرا من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلى درجة نسي كثير أنهم في شهر الصيام وتفاعلوا مع هذه المواضيع بالشتائم والكلمات النابية أحيانا. ولطالما شكل موضوع نشر صور الموائد الرمضانية خاصة فاخرة الأطباق على الإنترنت انتقادا من أئمة وجمعيات خيرية، رأت فيها استفزازا لمشاعر العائلات الفقيرة التي لا تسمح إمكاناتها بتوفير ما يشتهيه أفرادها خلال رمضان، والظاهرة جعلت الأئمة وفعّاليات المجتمع المدني يطلقون حملة كبيرة مع بداية شهر الصّيام، لوقف نشر صور الموائد عبر الفضاء الأزرق احتراما لمشاعر الغير. وفي الموضوع، أكد إمام مسجد الفتح بالشّراقة، محمد الأمين ناصري، أن التفاخر بأشهى وأغلى المأكولات، قد يدخل الحزن على العائلات الفقيرة، التي لا يقدر بعضها حتى على شراء كيلو لحم مجمد، مؤكدا "أن شهر رمضان هو شهر الرّحمة والمغفرة والتكافل والتضامن بين الأغنياء والفقراء، ولا يجوز في الإسلام استفزاز مشاعر أيّ كان". والأولى بناشري صور الموائد الرمضانية، أن ينشروا مواقف وسلوكات حميدة على غرار زيارة المرضى في المستشفيات ودور المسنين، التي لها أجر كبير –يقول الأمام-