في خطوة جديدة تواكبها التطورات التكنولوجية، عمدت العديد من ربات البيوت الجزائريات، خلال شهر رمضان الكريم، إلى إعداد مجموعة من الأطباق الخاصة بالشهر الفضيل وتصويرها وعرضها عبر صفحات الفايس بوك ، لتقابلها مجموعة من التعليقات عبر صفحاتهن، وهو ما لاحظناه أثناء تصفحنا لمواقع التواصل الاجتماعي، يحدث هذا بعد تخلي الكثيرات عن تبادل الوصفات بين الجيران والأحباب والأقارب ما جعل الفايس بوك فرصة لتبادل الخبرات والوصفات، في حين وجد فيها البعض الآخر فرصة للتسلية. موائد الجزائريين عبر الفايس بوك دقائق قبل الإفطار دقائق قبل موعد الإفطار أين تزين الموائد بأشهى الأطباق والمأكولات، يطلق العديد من الأشخاص العنان لأنفسهم بنشرهم لصور هذه الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، وذلك ليتمكن الأصدقاء والعالم من مشاهدة ما يحضرون وما يتناولون، وهو ما أطلعتنا عليه رانية لتقول في هذا الصدد بأنها تنشر صور كل الأطباق التي تحضرها يوميا عبر صفحتها الخاصة، وتضيف المتحدثة بأن الصور تنال إعجاب الكثير من الأهل والأشخاص والأقارب، وهو ما جعلها تحظى بنوع من التميز والتعليقات عبر الصفحة وتضيف حنان بأنها تحضر يوميا ما لذ وطاب من مأكولات فاخرة وتنشرها في صفحاتها وتضيف المتحدثة بأن أطباقها تنال إعجاب الكثيرين الذين يمدحونها يوميا. وفي صورة من التباهي والتفاخر بما أعدوا من وجبات يومية وتحضيرات لوصفات عالمية وعصرية، يتنافس العديد من الأشخاص على نشر صور الأطباق التي تكون، عادة، في أبهى مظهر وهو ما يسيل لعاب الكثيرين، ليمتد الأمر لطلب الوصفات التي حضرت بها الأطباق ومدحها وتزويدها بالإعجابات وهو ما يزيد من تحفيز هؤلاء، ليواصلوا عرض وجباتهم اليومية والتألق والتفنن في إعداد الوصفات وهو ما أطلعتنا عليه فريال لتقول في هذا الصدد بأنها حصلت على عدة إطراءات ومدح لما تحضره من وجبات وأن الكثيرين أعجبوا بما تحضره وطلبوا نشرها المزيد. من جهتها، أصبحت الظاهرة تمثل حدثا للبعض حيث ينتظر الأغلبية ما ينشر بفارغ الصبر وطلب المزيد وطرق التحضير والإعداد وهو ما أطلعتنا عليه بشرى لتقول في هذا الصدد بأن وصفاتها تنال إعجاب الأغلبية كما أنها تعجب بعدة وصفات وتطلب وصفات لأكلات شهية شاهدتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحضيرها وتجريبها، وتضيف المتحدثة أنها أصبحت تتطلع، يوميا، على الصفحات الاجتماعية للحصول على وصفات الأطباق وتوافقها الرأي فاطمة لتقول في ذات السياق بأن ما يعرض من أطباق عبر مواقع التواصل الاجتماعي أتاح لها الفرصة لتعلم وإعداد وصفات جديدة وتضيف المتحدثة بأنها، في أغلب الأحيان، تطلع على هذه الوصفات من أجل التسلية. ولا يقتصر الأمر على ربات البيوت واللواتي يحبذن نشر ما أعددنه من أطباق والتباهي بقدراتهن الفنية في الطبخ، بل يمتد إلى الشباب الذين طالتهم عدوى نشر الأطباق والمأكولات حيث ينشرون أيضا يوميا صور الأطباق التي سيتناولونها خلال الإفطار حيث يتسابقون ويتنافسون على ذلك ويعتبرونه الحدث اليومي بالنسبة لهم، وهو ما أطلعنا عليه لمين ليقول في الصدد أنه ينشر صور مائدة الإفطار بصفة شبه يومية وخاصة إذا كانت الأطباق شهية، ويضيف المتحدث بأن أصدقاءه يتطلعون عليها ويعجبون بها ويضيف المتحدث بأنه بدوره، يعجب ببعض الأطباق ويقترح على والدته إعدادها والتي تكون شهية بدورها، ويرى مواطنون بأن هذا التصرف غير لائق ولا يمت للمدنية بصلة وفيه نوع من التفاخر والتطاول على بعض الفئات الهشة، على غرار المحرومين والمعوزين والذين لا يستطيعون إعداد المأكولات الفاخرة مقارنة بوضعهم الاجتماعي الذي لا يسمح لهم بذلك، لتطلعنا دلال في هذا الصدد بأن الأمر لا يروق لها ولا يعجبها ما يتم تداوله وأن ذلك فيه نوع من التفاخر ولعب بعواطف الناس، وتشاطرها الرأي نادية لتقول في ذات السياق أن مثل هذه التصرفات ليست حضرية وهي تجاوز في حق المعوزين المحرومين والذين لا يجدون، في بعض الأحيان، قوت يومهم لسد رمقهم. جمعيات تدعوا لوقف ظاهرة نشر الأطباق على الفايس بوك في ظل انتشار ظاهرة نشر الأطباق وموائد الإفطار المزينة بأشهى المأكولات التي عرفت انتشارا واسع النطاق خلال شهر رمضان الكريم، دعت جمعيات خيرية ناشطة لوقف مثل هذه التصرفات التي من شأنها العبث بمشاعر وعواطف الكثير من المعوزين والمحرومين والذين، بالكاد، يجدون ما يقتاتون منه خلال الشهر الفضيل.