انتهت يوم السبت الفارط مناورات "فلينتلوك 2010 " في الضاحية الشمالية لواغا دوغو ببوركينا فاسو مع مشاركة كبيرة للدول التي تعاني من الإرهاب لا سيما دول الساحل الإفريقي تحت إشراف أمريكي للعمليات وقيادة "أونتوني هولمس" نائب القائد العام للعمليات العسكرية الأمريكية في افريقيا "أفريكوم." وكانت الدول المشاركة تزيد على العشرة منها بوركينا فاسو و مالي والنيجر والجزائر وموريتانيا ونيجيريا والسنغال والتشاد وتونس والمغرب وبمشاركة بصفة مراقبين لبريطانيا وفرنسا. و كان قوام الجنود المشاركين 1200 جندي منهم 600 من قوات المارينز و400 من الدول المشاركة وحوالي 150 من بريطانيا وفرنسا. وحسب تصريحات أونتوني هولمس"نائب" ويليام وارد" القائد العام للعمليات العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" فإن هذه المناورات قد تكون الأخيرة من نوعها في إفريقيا، وكان قد صرح قبل بدأ المناورات أن الغاية منها "ربط الصلة بين البلدان الحليفة للولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب وجعلهم على اتصال فيما بينهم" وهذا كلام كله يوحي بأن الولايات المتحد قد تتخلى عن فكرة إنشاء قاعدة عسكرية بالساحل الإفريقي وتكتفي بتسيير أمور مكافحة الإرهاب في إفريقيا من شتوتغارت بألمانيا، بوصفه المقر الدائم لقيادة الإفريقية للقوات الأمريكية. فبعد محاولات عديدة لتركيز مقر القيادة الإفريقية للقوات الأمريكية في بلد مغاربي أو مُطلٍّ على الصحراء الكُبرى، وبعد الصدام العنيف مع الجزائر التي رفضت رفضا قاطعا مثل هذا المقترح انطلق العمل من المقر الحالي في شتوتغارت بألمانيا، بوصفه المقر الدائم، حسبما جاء في موقع "أفريكوم" فمقر القيادة الخاصة بإفريقيا، الذي يرأسه الجنرال وليام وارد، هو إحدى القيادات السِتّ، التي تتألف منها القيادة العامة للجيوش الأمريكية وأتت هذه الانطلاقة للمقرالألماني في أعقاب تحضيرات استمرّت نحو 18 شهرا، لكن لم يُعلن عن إنشاء "أفريكوم" إلا في الآونة الأخيرة وبرهن هذا الاختيارعن إخفاق المساعي الأمريكية لدى الدول المغاربية، وخاصة الجزائر والتي أكدت أن مثل هذا المقر المغروس في قلب الصحراء أو الساحل لن يكون مجديا لا للولايات المتحدة ولا للساحل الإفريقي، إذ ستتوافد التنظيمات المسلحة من كل حدب و صوب وتتجمع في محيط التواجد الأمريكي بإفريقيا وتبدأ سلسلة جديدة من الكر والفر والضرب والانسحاب قد تلهب المنطقة بأسرها لسنوات طويلة وتكون نتائجها على عكس ما تتمناه دول الجوار كانت الجزائر وبعض الدول التي اقتنعت بالطرح الجزائري مثل ليبيا ونيجيريا وإفريقيا الجنوبية قد عبرت على حرج الدول المعنِية من استضافة قيادة أمريكية عملاتية قد تثير الكثير من المشاكل وردود الفعل، أكثر مما تجلب من الفوائد.