التقى الأمين العام لوزارة الخارجية، حسان رابحي، مع سفير قطربالجزائر، إبراهيم بن عبد العزيز السهلاوي، وجرى اللقاء في خضم الأزمة المتفاقمة بين قطر وجيرانها في دول الخليج المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر، حيث تبحث الدوحة عن مخرج للحصار الذي تعيشه. واكتفت الخارجية القطرية، ببيان مقتضب عن اللقاء الذي جرى، أمس، بمقر وزارة الخارجية، وقالت "وتم خلال الاجتماع بحث العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها بالإضافة إلى الأمور ذات الاهتمام المشترك"، فيما لم تعلق مصالح الوزير عبد القادر مساهل، المتواجد في نيجيريا، على اللقاء ولم تصدر بيانا بشأنه. ويتضح من اللقاء، أن الدوحة تبحث عن"حلفاء" في خصومتها مع جيرانها، على اعتبار أن الجزائر قد التزمت "الحياد الإيجابي" منذ تفجر القضية قبل أسبوع، وهو الموقف الذي عبرت عنه في بيان تلا قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر من طرف الرياض وأبو ظبي والمنامة والقاهرة، وأوردت الخارجية في بيان "الجزائر تتابع باهتمام بالغ تدهور العلاقات بين بعض دول الخليج و دول المنطقة و انعكاساته على وحدة و تضامن العالم العربي"، وأضاف بيان الخارجية "بعد أن دعت مجمل البلدان المعنية بانتهاج الحوار كسبيل وحيد لتسوية خلافاتهم التي يمكنها بطبيعة الحال أن تؤثر على العلاقات بين الدول حثت الجزائر على ضرورة التزام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها الوطنية في جميع الظروف". وختم البيان بأن "الجزائر تبقى واثقة بأن الصعوبات الحالية ظرفية وأن الحكمة والتحفظ سيسودان في النهاية، خاصة أن التحديات الحقيقية التي تعترض سير الدول والشعوب العربية نحو تضامن فعال ووحدة حقيقية كثيرة على غرار الإرهاب". وقبل ذلك، أجرى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اتصالا هاتفيا مع نظيره عبد القادر مساهل، ولم يكشف بيان الخارجية القطرية عن أسباب اتصال الوزير القطري بمساهل لكن البيان اكتفى بالقول إن الأول قد أجرى أيضا اتصالات مماثلة بنظرائه في المغرب وتونس والسودان وهو ما يعني أن المحادثات بين الطرفين تمحورت حول الأزمة المشتعلة بين قطر وجيرانها في الخليج العربي. وترتبط الجزائر بعلاقات قوية مع الدوحة، حيث يجري كبار المسؤولين في البلدين زيارات وفي فترات متقاربة، وبالمقابل تقيم الجزائر علاقات وثيقة مع دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات، ففي زيارة عبد المالك سلال إلى الرياض أطلق تصريحا "أثلج به صدور السعوديين"، عندما قال إن "الجزائريين سيهبون هبة رجل واحد للدفاع عن أرض الحرمين"، وتصريحات المستشار في الرئاسة الطيب بلعيز من الرياض الذي أكد قوة العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعكنس قوة العلاقات مع الإمارات في الاستثمارات الكبيرة المقامة في الجزائر. وحافظت الجزائر على مبادئها حيال "الأزمة الخليجية"، حيث ترفض التدخل في شؤون الدول، لكنها تدعو إلى احتواء الخلاف عبر طاولة الحوار، من دون الاصطفاف إلى أي طرف.