ودّع الجزائريون سهرة الأحد، مسلسلهم المفضل "عاشور العاشر2"، بعد أن حبست قصة المسلسل في حلقتها العشرين، أنفاس المشاهدين، بإعلانها وفاة "السلطان عاشور"، حيث حملت الحلقة الأخيرة الكثير من التفاصيل التي كان يخفيها العالم "برهان" عن الابن الذي ربّاه "جواد"، قبل أن يتضح أنه "السلطان" الحقيقي للمملكة ويتزوج الأميرة عبلة ويتنازل عن العرش لعاشور. هكذا إذا، انتهت الأحد حلقات مسلسل "عاشور العاشر2" الذي صنع الحدث وصنع الفارق خلال الشهر الفضيل، متوّجا قناة "الشروق العامة" أفضل قناة وأكثرها متابعة وشعبية خلال فترة "البرايم تايم" وفقا لجميع الاستطلاعات. واليوم إذا كان جعفر قاسم كمخرج، هو أول من فكر في إدخال سلسلات "السيتكوم" إلى التلفزيون الجزائري، وأثبت عبر عديد السنوات أنه ملك "البرايم تايم" دون منازع منذ "ناس ملاح سيتي" و"جمعي فاميلي" وصولا لمسلسل "عاشور"، حيث أصبح هذا الأمر من المسلمات، فإن ما أثبته "قاسم" هذا العام هو نجاحه في رهانه تحويل "عاشور العاشر" من مسلسل فكاهي بامتياز إلى عمل فكاهي - درامي يضحك له المشاهد ويدمع له في نفس الوقت ويتعاطف مع أبطاله.
المشاهد يحل جميع شفرات المسلسل مرّر النص الذي قدمه جعفر قاسم رفقة ورشة السيناريو التي ضمّت كتابا شبابا على غرار: شفيق بركاني، أنس تينا، الممثل أحمد زيتوني، الصحفي شوقي عماري، كريمة زايدي، العديد من الرسائل المشفرة التي تمّكن المشاهد من حل شفرتها بكل سهولة، فجاءت حلقات "البكالوريا2" و"ليلة الشك" و"الديمقراطية" و"حقرة النسا" على سبيل المثال لا الحصر قوية. وكأن صنّاع العمل أرادوا بذلك القول للمشاهد بأنه ليس أمام مجرد عمل للتسلية والترفيه وكفى، بل أمام نص وتمثيل يعكسان ما يحدث اليوم بأثر رجعي يعود ظاهره لزمن المماليك والسلاطين.
"رجلاوي" اكتشاف المسلسل في "عاشور العاشر2"، يواصل "قاسم" تقديم وجوه جديدة للمشاهد، فبعد سهيلة معّلم والأخوين محمد وعز الدين بوشايب في "جمعي فاميلي".. أهدانا جعفر هذا العام داهية في الكوميديا اسمها "رجلاوي" التي أثارت العلاقة المستحيلة بينه وبين "حمامة" حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حين تداخلت التعليقات بين مؤيد ومعارض لهذه العلاقة!!.. لدرجة احتل فيها هاشتاغ: "لوكان جاو يحبو الزوالي لوكان حمامة حبت رجلاوي"، التراند الأكثر تداولا على مواقع التواصل الاجتماعي. من هنا تكمن "كيمياء" نجاح هذه السلسلة، خاصة حين جعلت الكثير من الشباب يعبرون عن سخطهم من جشع البنات ولهثهن وراء "المادة"، مستشهدين بقصة "رجلاوي" كأكبر دليل على أنه لا مكان للزوالي في الحب، أما البنات فكان ردهن صريحا: "رجلاوي لا يلائم حمامة في كل شيء".. وأن من حقهن الحلم بفارس الأحلام.
"لقمان" و"دومينا" يتألقان.. من جهته، وضع أحمد زيتوني (الأمير لقمان) الذي اكتشفه المشاهد في سلسلة "سويتشر" قبل عدة سنوات، أقدامه على الطريق الصحيح، فهو إلى جانب أنه مساعد جعفر قاسم، فهو ممثل بدرجة موهوب جسّد "أطماع" لقمان المكبوتة في الاستيلاء على الحكم بحرفية جعلتنا نعيد اكتشافه. كذلك خريجة "ألحان وشباب7" هيفاء رحيم في دور زوجة "دحمانوس"، الملكة "دومينا"، كانت رهيبة ومقنعة.. أخيرا، لا نملك بعد نهاية عرض العمل سوى تحية كل من شارك فيه.