أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم بلاده للمعارضة السورية خلال لقاء مع المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، على ما أعلن قصر الإليزيه في بيان، الأربعاء، بدون أن يأتي على ذكر مصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي يشكل موضع خلاف. وأوضحت الرئاسة الفرنسية، أن ماكرون الذي تباحث، الثلاثاء، مع رياض حجاب "أكد له دعم فرنسا للمعارضة السورية التي تمثلها الهيئة العليا للمفاوضات في إطار محادثات السلام السورية الجارية برعاية الأممالمتحدة". وأكد ماكرون لحجاب "إرادته الالتزام بشكل تام وشخصي من أجل التوصل إلى حل سياسي يشمل جميع الأطراف في إطار عملية جنيف". ومن المقرر استئناف محادثات السلام بين النظام والهيئة العليا للمفاوضات الأسبوع المقبل في جنيف تحت إشراف الأممالمتحدة. ويأتي هذا التأكيد على الدعم الفرنسي للمعارضة السورية بعد مقابلة أجرتها عدة صحف أوروبية مع ماكرون، وأعلن خلالها أنه لا يرى "خلفاً شرعياً" لبشار الأسد وأن الرئيس السوري ليس "عدواً" لفرنسا بل عدو الشعب السوري. وأثارت هذه التصريحات استياء بين المعارضين السوريين الذين يطالبون برحيل الرئيس السوري في سياق عملية انتقال سياسي موثوقة. وأورد البيان أن ماكرون "عرض فحوى محادثاته مع قادة الدول الملتزمة في المنطقة ولا سيما الولاياتالمتحدة وروسيا، من أجل التوصل إلى خفض فعلي لأعمال العنف وتخفيف معاناة الشعب السوري التي استمرت أطول مما ينبغي". ولفت قصر الإليزيه إلى أن الرئيس "شدد بصورة خاصة على الأولوية التي تمنحها فرنسا لرفع مستوى المساعدة المقدمة إلى المدنيين". وحدد ماكرون في نهاية ماي "خطين أحمرين" في سوريا حول استخدام الأسلحة الكيميائية وإيصال المساعدات الإنسانية، من غير أن يحدد الوسائل التي يعتزم استخدامها لفرض احترام الخط الأحمر الثاني. وهناك مئات آلاف المدنيين محاصرون في سوريا لا سيما من قوات النظام ومن جماعات متشددة بدرجة ثانية أو من فصائل المعارضة بدرجة أقل. كما جدد ماكرون وحجاب "نداءهما من أجل الحفاظ على وحدة سوريا وضرورة مكافحة داعش والمجموعات الإرهابية". وشاركت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية السياسية والعسكرية في سلسلة من المفاوضات غير المباشرة مع النظام السوري تجري منذ 2016 برعاية الأممالمتحدة.