اهتزت بلدية ترعي باينان شمال عاصمة ولاية ميلة في حدود الساعة السادسة و5 دقائق من مساء الجمعة، على وقع فاجعة أليمة، حلت بعائلتي بن قرين وشرفة اللتين فقدتا ابنيهما صالح البالغ من العمر 16 سنة والذي يدرس بالسنة الثالثة من التعليم المتوسط بمتوسطة باردو، رفقة صديقه بدر البالغ من العمر 14 سنة يدرس بنفس المستوى والمتوسطة، ويقطنان بحي باردو وسط بلدية ترعي باينان غرقا في سد بني هارون بمنطقة المحجر التابعة لبلدية ترعي باينان. الضحيتان انتقلا إلى السنة الرابعة من التعليم المتوسط وكانا يستعدان لاجتياز شهادة نهاية التعليم المتوسط في جوان المقبل، غير أن القدر سبقهما، وحسب مصادر محلية فإنهما قصدا رفقة أصدقائهما مياه السد قصد السباحة هروبا من حرارة الشمس والتي بلغت أرقاما قياسية في الآونة الأخيرة، الأمر الذي تسبب في غرقهما على الفور بعد ما علقا في الطمي والأوحال التي حالت دون تمكنهما من العودة إلى حاشية البركة أو على الأقل إلى سطح الماء، الضحيتان توجها إلى مياه السد وحين وصولهما أرادا الغطس داخل المياه بمنطقة المحجر، الواقعة بضفة سد بني هارون، ليعلقا داخل مياه السد ويختفيان عن الأنظار في مشهد فاجأ الجميع ممن كانوا قريبين من الحادثة، حيث لفظا أنفاسهما الأخيرة غرقا بداخله بعد ما التصقا في الطمي. وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية رفقة عشرات المواطنين الذين قضوا حوالي 3 ساعات في البحث عن الطفلين، وتمكنوا من انتشالهما، رفقة غطاسي الحماية المدنية لبلدية القرارم قوقة، حيث أمر وكيل الجمهورية بتشريح جثتيهما ومباشرة التحقيق من طرف مصالح الدرك الوطني لكشف ملابسات الحادث، وفور انتشار خبر وفاة الطفلين، خيم حزن كبير وسط سكان البلدة الصغيرة خصوصا أتراب الضحيتين الذين افتقدوا اثنين من زملائهم في مقاعد الدراسة واللذين لن يكونا معهما بداية الدخول المدرسي القادم، وتأتي هذه الحادثة بعد تلك بمدينة فرجيوة والتي راح ضحيتها تلميذ في مقتبل العمر بشاطئ المنار الكبير بولاية جيجل بحر الأسبوع الفارط، ويرجع سبب توجه الأطفال إلى السدود والبرك المائية من أجل السباحة إلى عدم توفر مسابح بأغلب مناطق الولاية 43، كما أن أغلبيتهم بالمناطق الجبلية لم يتمكنوا من التوجه إلى المناطق الساحلية.