عرفت المنابع الطبيعية بولاية باتنة استقطابا واسعا في المدة الأخيرة من قبل السكان والزوار على حد سواء، ففي ظل غياب خيارات فعالة من الناحية السياحية والفندقية، فإن سكان باتنة لا يتوانون في القيام بزيارات فردية وعائلية إلى جبال وقرى عاصمة الأوراس بغية جلب المياه الصالحة للشرب من منابعها الأصلية، إضافة إلى تغيير الأجواء على وقع المناظر الطبيعية والنسيم العليل. عبر الكثير من سكان باتنة وبقية القاطنين في المدن الداخلية من غياب إستراتيجية سياحية فعالة، بدليل ندرة مراكز الإيواء، وانعدام مشاريع الفندقة رغم الوعود والكلام الذي قيل حول إمكانية تعزيز المناطق الأثرية والطبيعية التي تستقطب السياح، إلا أن عدم تجسيد مشاريع طموحة في هذا الجانب جعل سكان باتنة يلجأون إلى خيار بديل لتغيير الأجواء، من خلال التنقل إلى المنابع الطبيعية في مختلف مرتفعات وقرى باتنة، والتي تحوّلت إلى قبلة للمواطنين والسياح، موازاة مع الحرارة التي تميز الصيف، وخلال نهاية كل أسبوع وأيام الراحة، حيث سجلنا إقبالا كبيرا للمواطنين لتوفير الماء المخصص للشرب أو للطبخ من الينابيع الجبلية، في ظل تحفظ بعض الأسر من ماء الحنفيات الذي يأتي من سد كدية لمدور بتيمقاد، إضافة إلى الاستمتاع بالمناظر الطبيعية التي تتميز بها الأماكن التي تقع فيها مجمل الينابيع الطبيعية، على غرار منبع أشرشار أو برباقة بوادي الطاقة التي تسجل إقبالا قياسيا للزوار، والكلام ينطبق على المناطق الجبلية بالمحمل وثنية العابد، وكذا منبع جرمة في المدخل الشمالي لمدينة باتنة، ومنبع شابورة وشناورة بتكوت، ومنبع سعيدة بنقاوس، ومنبع كاسرو بمنطقة فيسديس، ومنابع شيليا، وكذا منابع هيفكرث وهوشنت وتاجرنيت بإينوغيسن، إضافة إلى المنبع الشهير الواقع في الطريق المؤدي إلى بلدية سريانة، دون نسيان منطقة كوندورسي التي تتمتع بمرتفعاتها الجبلية ومناظرها الغابية، إضافة إلى تنوع المجاري والمنابع الطبيعية، وكذا منابع عين التوتة وحيدوسة والشمرة وتيمقاد وغيرها، وهو ما يتيح الفرصة لتغيير الأجواء واستنشاق النسيم العليل، وبالمرة العودة إلى منازلهم بنفس جديد. وأرجع بعض المواطنين الذين تحدثوا ل"الشروق" سر الإقبال الجماعي على المنابع الطبيعية، إلى نوعية المناظر الطبيعية التي تتمتع بها ولاية باتنة، والتي تضمن ازدواجية بين السياحة وتغيير الأجواء، إضافة إلى جلب الماء الشروب من المصدر، والاستمتاع بما توفره السياحة الجبلية من مزايا ومكاسب، لتبقى زيارة مثل هذه المواقع خيارا بديلا في انتظار أن تفكر الجهات الوصية في تجسيد مشاريع سياحية فعلية تواكب متطلبات ومواصفات عاصمة الأوراس، بعيدا عن التلاعب بلغة الأرقام دون نتائج ملموسة.