كشف الرئيس المدير العام لمجمع "سوفاك" مراد عولمي عن زيارة رئيس مجلس إدارة علامة فولكسفاغن الألمانية الدكتور هربرت ديس لأول مرة للجزائر غدا، لحضور الافتتاح الرسمي لمصنع غليزان، والكشف عن النماذج الأربعة لسيارات "فولكسفاغن" المصنعة في الجزائر، وهي غولف وإيبيزا وكادي وسكودا أوكتافيا، بحضور ممثلي السلطات الرسمية الذين وجهت لهم الدعوة رسميا. وأضاف عولمي في لقاء مع "الشروق"، الثلاثاء، أن هذه الزيارة والتي تعد الأولى من نوعها بالمنطقة، دليل على مصداقية المصنع، ومطابقة إنتاجه للسيارات المنتجة في ألمانيا، والتي تحتل المرتبة الأولى عالميا، خاصة وأن الدكتور ديس سيكون مرفوقا بإطارات ألمانية ومسؤولين كبار بالمجمع، مشيرا إلى أن اختياره النزول بغليزان لتدشين المصنع رسميا، دليل على أن هذا الأخير سيحتل المرتبة الأولى مغاربيا، حيث يولي المتعامل الألماني أهمية كبرى للمصنع الجزائري، ويمنح هذا الأخير ثقة كبرى للوكيل والسوق المحلية ليكون أرضية العلامة الألمانية بالمغرب العربي. كما أن زيارة الدكتور ديس تبعث، حسب المتحدث بإشارة قوية للمنافسين بالمنطقة، بأن مصنع الجزائر سيكون الأهم على الإطلاق مغاربيا.
نعدكم بصناعة متطورة للسيارات وقطع الغيار خلال 10 سنوات وشدد عولمي على أن مصنع غليزان لن يكتفي بالتركيب فقط، أو التصنيع، وإنما سيعمل أيضا على بعث نشاط المناولة، وإنتاج قطع الغيار محليا، وهي المنتجات التي ستكسر الأسعار بالسوق الوطنية وستمون الوكلاء والمتعاملين، ومع مرور الوقت وبعد تحقيق الاكتفاء الذاتي، سيتوجه المصنع للتصدير للخارج، وهو الهدف الرئيسي للسياسة الجديدة للحكومة الرامية لتشجيع المنتوج الوطني وتنويع الاقتصاد ورفع قيمة الصادرات. وحسب المتحدث، فإن العلامة الألمانية فولكسفاغن تحتل الريادة عالميا، كما أن الموقع الجغرافي للجزائر، بحكم قربها من الأسواق العالمية خاصة الأسواق الأوروبية، وبناء على إتفاقية الشراكة التي تجمعها مع الإتحاد الأوروبي، تجعل منها أهم سوق ونقطة محورية بالمنطقة، فهؤلاء حسب عولمي، فضلوا القدوم للجزائر، وليس تونس أو المغرب، وأعطوا أهمية كبرى لمصنع غليزان، مقارنة بغيره. واعتبر عولمي أن اكتمال نشأة ونمو أي مصنع للسيارات، يتطلب فترة 10 سنوات، ليتحول إلى منتج قوي للمركبات وحتى قطع الغيار، ومصدّرا أيضا، مشددا على أن مصنع غليزان، يتضمن وحدة لإنتاج السيارات بنماذجها الأربعة وأخرى لتصنيع قطع الغيار، "فما مصانع التركيب إلا قاطرة لتنمية صناعة قطع الغيار"، يقول عولمي، الذي يرى أن العلامة الألمانية فولكسفاغن، لن تكتفي بتطوير صناعة السيارات في الجزائر، وإنما ستحولها أيضا إلى لاعب مع الكبار في حلبة صناعة المركبات في العالم، وستواكب الجزائر الدول الراقية في مجال تصنيع السيارات تتقدمها ألمانيا واليابان وأمريكا وفرنسا. وبعد الجدل واللغط الذي أثاره خبر إطلاق سيارات فولكسفاغن المصنعة بالجزائر، وانتشار أنباء عن تسويقها كلها في ظرف يوم واحد من بدء عملية البيع، طمأن مراد عولمي بتواصل التسويق بشكل عادي، وأنه على الراغبين في الحصول على السيارة التقدم إلى مقرات سوفاك ونقاط بيعها بمختلف مناطق وولايات الوطن، في حين شدد على أن التسليم سينطلق بداية من شهر أوت المقبل تدريجيا، وسيتم بشكل عادي ودون أية تعطيلات، في حين أن مصنع غليزان سيبيع حسب عدد المركبات المنتجة، وسيواصل التصنيع لزبائنه طيلة المرحلة المقبلة. وبشأن دفتر الشروط الجديد المنظم لنشاط مصانع التركيب في الجزائر، والتهديدات التي أطلقها مؤخرا وزير الصناعة والمناجم محجوب بدة، والذي انتقد سياسة التركيب والتصنيع في الجزائر، قال عولمي أن الوزير لم يكن يقصد فولكسفاغن الجزائرية، والتي تتمتع مركباتها بالجودة العالية، في حين شدد على أنه كرئيس مدير عام لسوفاك، مستعد لتطبيق كل ما سيكون في دفتر الشروط والإلتزام به، مصرحا "نحن تحت أمر الحكومة وسنطبق أي توجه ستفرضه على الوكلاء، وعلى كل حال لم نكن نحن المقصودين بالاتهامات الموجهة لأصحاب المصانع"، مضيفا "قدوم رئيس فولكسفاغن شخصيا لتدشين مصنعنا دليل على التزامنا بالجودة والنوعية الرفيعة".
لا أنباء لحد الساعة بشأن رخص استيراد السيارات وبشأن كوطة السيارات لسنة 2017، وتوزيع رخص الاستيراد على الوكلاء المعتمدين، قال عولمي أنهم لم يتلقوا لحد الساعة أي قرار رسمي من طرف الحكومة أو وزارتي التجارة والصناعة، كما لم يتم إبلاغهم بأية معطيات رسمية، متوقعا أن تكون سنة 2017 سنة بيضاء على الوكلاء، خاصة اليوم بعد انقضاء 7 أشهر من السنة والإعلان رسميا عن إلغاء صالون السيارات الدولي بقصر المعارض بسبب ندرة المركبات.