كشفت مصادر مطلعة، أن الاتفاق قد حصل بين شيوخ وممثلي زوايا المغرب العربي على عقد لقاء يجمعهم في الجزائر، وأن المشاورات والاتصالات التي بدأت منذ شهور تكون قد انتهت، وأكدت نفس المصادر أن اللقاء سيعقد بداية الثلاثي الثاني من السنة الجارية، وأن أهم الملفات التي سيدرسها اللقاء تتمثل في مواجهة التنصير وانتحاريي القاعدة وظاهرة الحراڤة، إضافة إلى التقريب بين الأنظمة السياسية في المغرب العربي. اللقاء المرتقب بين شيوخ وممثلي الزوايا والطرق الصوفية المنتشرة في المغرب العربي، يأتي في وقت تعرف فيه منطقة المغرب العربي تطورات كثيرة، أهمها الجمود الكبير الذي تعرفه العلاقات بين الأنظمة الرسمية، وبالذات تجميد إتحاد المغرب العربي، يأتي في وقت تعرف فيه منطقة المغرب العربي تطورات كثيرة، أهمها الجمود الكبير الذي تعرفه العلاقات بين الأنظمة الرسمية، وبالذات تجميد اتحاد المغرب العربي، إضافة إلى المشاكل الكبيرة التي وضعت المنطقة على صفيح ساخن، خاصة التطورات الأمنية، والنشاطات المتزايدة لما يعرف بالقاعدة، والتي أصبحت ضرباتها ذات مستوى نوعي من خلال استهداف المؤسسات الرسمية والمصالح الأجنبية في دول المنطقة. وحسب المصادر المطلعة، فإن تفكير شيوخ الزوايا والطرق الصوفية يدور في هذه المرحلة في البحث عن الأساليب والطرق الممكنة التي تجعلها تساهم في التخفيف من المشاكل التي تعرفها المنطقة، ويأتي هذا الاتجاه من التفكير بعد الدراسات والأفكار التي قدمتها مراكز دراسات ومخابر تفكير مهمة في الغرب، والتي تذهب إلى ضرورة إشراك التيارات الصوفية في الحياة العامة، وإشراكها كطرف فاعل في المساهمة في الحلول الاجتماعية. وفي ذات السياق، أكدت نفس المصادر أن الملفات المطروحة على جدول أعمال لقاء الجزائر، تأتي في مقدمتها ترقية البعد الروحي والتربية الأخلاقية بين شباب المنطقة، والاهتمام بمشاكلهم كونهم يعانون من فراغ روحي وثقافي كبير، مما يجعلهم عرضة لتجنيد القاعدة التي تستخدمهم كوقود في عملياتها، وقد زاد من خطورة هذا الوضع ارتفاع حالات العمليات الانتحارية في الفترة الأجيرة، والتي يستخدم فيها الشباب كأدوات تهديم وتدمير، كما أن ارتفاع خطورة حملات التنصير في المنطقة واستهدافه الشباب بالذات دافع آخر لهذا اللقاء. وحسب المطلعين على خلفيات اللقاء، فإن الفراغ الروحي والثقافي والأزمة التي يتخبّط فيه الشباب السبب الأول الذي يجعلهم ضحايا هذا المخطط، ومن ينجو من القاعدة أو من التنصير، يكون ضحية مغامرة الموت في عرض مياه المتوسط في ظاهرة الحراڤة، ومن هنا فإن لقاء شيوخ زوايا المغرب العربي في الجزائر سيكون محطة بحث خطة عمل لمواجهة هذه الأخطار، وتقديم حلول مناسبة لإنقاذ الشباب من هذا النفق المظلم. كما سيبحث لقاء الجزائر ملف التقريب بين الأنظمة السياسية في المغرب العربي، والدعوة إلى استثمار العلاقات الثقافية والروحية بينها، وتعميقها أكثر كمحاولة لحلحلة أزمة الجمود التي تعرفها العلاقات بين هذه الأنظمة، خاصة وأن زوايا المنطقة مرتبطة فيما بينها بشبكة علاقات روحية وثقافية قديمة وقوية، ومن شأن ذلك أن يعزز دورها في توفير أجواء جديدة بين شعوب المنطقة، والتقريب بين الأنظمة السياسية. ويأتي لقاء الجزائر، بعد نجاح عدّة لقاءات لشيوخ الزوايا في دول المنطقة، وإقناعها بضرورة العمل المشترك، والتخلي عن تلك الصدمات والاختلافات التي باعدت بينها في السنوات الماضية. وقد أثمرت الإتصالات المكثفة التي باشرتها عدّة وجوه وشخصيات صوفية وممثلي الزوايا الكبرى في دول المنطقة إلى الاتفاق على العمل المشترك فيما بينها، وانتقالها إلى طور الفاعلية الاجتماعية، وباعتبارها طرفا روحيا وثقافيا مهما في المنطقة، وسيكون لقاء الجزائر محطة لصياغة خطة عمل مشتركة وأرضية تعاون فيما بينها.