شهدت مدينة بريكة في ولاية باتنة الخميس، معركة طاحنة بين مجموعتين من الشباب دامت نصف يوم، واستعملت فيها الأسلحة النارية مما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 10 جرحى. واستنادا إلى مصادر محلية، فإن هذه المواجهات الدامية بدأت في حدود منتصف النهار عندما طلب أحد الشباب في حي المجاهدين من صديقه نقل دراجته النارية كبيرة الحجم من نوع تيماكس إلى طريق الجزار بهدف إصلاحها، غير أن الأخير لم يتمكن من ذلك، فبمجرد وصوله إلى المرآب اعترض طريقه مجموعة من الشباب كانوا مدججين بالأسلحة البيضاء والغاز المسيل للدموع، حيث وجهوا له طعنة بواسطة آلة حادة، قبل أن يستولوا على الدراجة النارية ومبلغ من المال كان بحوزته. وبعد بلوغ الأمر مسامع صاحب الدراجة النارية وأقربائه في حي المجاهدين أعدوا العدة بدورهم، وتنقلوا في السيارات والشاحنات إلى طريق الجزار وكانوا مدججين بمختلف الأسلحة البيضاء من سيوف وخناجر، وهراوات وعصي، وتوجهوا مباشرة إلى منازل المعتدين وأرادوا الثأر له واسترجاع الدراجة النارية، فدخلوا معهم في شجار عنيف، ثم عادوا، لكن لم تهدأ الأمور، ففي حدود الساعة الرابعة مساء تنقل المستولون على الدراجة النارية في طريق الجزار إلى حي المجاهدين على متن السيارات والدراجات النارية بعد أن حملوا أسلحة بيضاء ونارية، حيث التقى الجمعان في طريق مقرة، وبدأ الكر والفر، فلم يترك محل تجاري إلا ودخل إليه المتخاصمون لأخذ زجاجات المشروبات الغازية واستعمالها في الرشق، فأثاروا هلعا كبيرا وسط السكان. واستمرت "المعركة المسلحة" باستخدام الشماريخ، وسط صراخ المارة وطلب النجدة وكان من بينهم أطفال ونسوة، فأصيب نحو 7 أشخاص من الطرفين بجروح، كما أصيب أحد الشباب بطلق ناري صوب عينه ونقل فورا إلى المستشفى. وفي حدود التاسعة ليلا تجددت الاشتباكات، فأصيب شقيقان بجروح خطيرة إثر تعرضهما لطلقات نارية ونقلا فورا إلى مستنشفى محمد بوضياف لتلقي الاسعافات، قبل تحويل أحدهما إلى المركز الاستشفائي الجامعي بباتنة لخطورة اصابته، وفي مستشفى محمد بوضياف كادت الأمور أن تأخذ منحى خطيرا لولا تدخل الشرطة، حيث تم إخراج الجميع وغلق المستشفى قصد فسح المجال لمعالجة أحد المصابين، ثم همّ السكان بغلق الطريق ليلا للمطالبة بتوفير الأمن قبل أن يتراجعوا. وقد دخلت مصالح الدرك والأمن الوطنيين في عملية تمشيط واسعة للأماكن التي يرتادها المنحرفون قصد البحث عن مستعملي السلاح الناري خاصة في منطقة "القواز" خلف حي 1000 مسكن. وتعود أسباب هذه الأحداث الدامية حسب مصادر محلية إلى خلاف قديم بين مالك الدراجة النارية الذي يقطن في حي المجاهدين، حيث فقأ عين شاب يقطن في حي طريق الجزار، في شجار بينهما قبل سنوات.