يعاني مرضى العمود الفقري بمستشفى محمد بوضياف بورقلة، من تعقيدات جمة أرهقت العديد منهم ودفعت بعضهم إلى البحث عن حلول، بالولايات المجاورة، على غرار غرداية والوادي أو التوجه نحو تونس، في وقت يوجد بذات المستشفى معدات صرفت عليها الملايير جلبت للعمليات الجراحية المتعلقة بالعمود الفقري لكن دون جدوى. يعيش مستشفى 600 سرير، غليانا من طرف عديد العائلات التي يعاني أبناؤها من مشاكل في العمود الفقري منهم من توفي، علما أن المرضى بحاجة إلى عمليات جراحية مستعجلة،غير أنهم لم يستفيدوا منها لأسباب تبقى مجهولة، بالرغم من توفر ذات الهيكل الطبي على تجهيزات حديثة تبقى خارج الخدمة، ما يطرح أكثر من تساؤل حول ما الفائدة من جلب معدات بأموال باهظة لكن غير مستغلة؟، وقد تدخل عليها معدات أخرى أكثر تطوّرا مما يحيل الأولى للمخزن وتتحوّل بعد سنوات قلائل إلى خردة . وكشفت عائلات المرضى في تصريحات متطابقة ل "الشروق"، أن عدم إخضاع أبنائها للعمليات الجراحية وتحويلهم إلى مستشفيات أخرى يعد تصرفا غير محمود في ظل وجود معدات جديدة . وأكدت نفس العائلات أن أحد المرضى توفي أثناء نقله إلى ولاية مجاورة، ولم يجد من ينقذ حياته بسبب عدم تحمّل بعض أطباء الاختصاص إجراء عمليات جراحية من هذا النوع لدواع غير مبررة، خصوصا وأن إجراء عمليات على العمود الفقري تتطلب خبرة ودقة كبيرين في هذا التخصّص . وأضاف هؤلاء أن ولاية ورقلة تملك "مال قارون" لكنها تبقى تعاني من هجرة أطباء الاختصاص، نظرا لعدم التكفل بهم، فضلا عن أن المستشفى يرفض إجراء هذه العمليات الجراحية الحساسة من دون تقديم توضيحات مقنعة، وهو ما يدفع بالمرضى إلى البحث عن بدائل خارج الولاية أو التوجه للجارة تونس حيث أجريت مؤخرا لبعضهم عمليات جراحية بنجاح في عيادات خاصة لا تملك نفس المعدات الموجودة في مستشفى ورقلة الذي لا يحمل حسب قولهم من تعريفه سوى الاسم . وأكد البعض أنه يوجد طبيب مختص في جراحة العظام، أراد أن يجري عمليات جراحية لمرضى العمود الفقري، لاسيما المستعجلة منها فقوبل طلبه بالرفض، وقد قدم استقالته وتوجّه للقطاع الخاص . وطالبت العائلات تدخّل وزير الصحة وفتح تحقيق في القضية، مؤكدة أنه يجب تقديم تبريرات لأن صحة المواطن فوق كل اعتبار والعلاج يعد من الحقوق الدستورية للمواطن . يذكر أن "الشروق" اتصلت بمدير الصحة بالولاية لكن هاتفه ظل يرن من دون رد، كما اتصلت بالطبيب المستقيل، لكنه رفض التعليق على الموضوع، ووعدنا بحوار لاحقا حول هذه القضية المعقدة.