تعرف ولاية غليزان، هذه الأيام ارتفاعا شديدا في دارجة الحرارة لم تعرفه الولاية من قبل. وبما أن الولاية تفتقر إلى أدنى مقومات السياحة من قاعات ترفيهية ومسابح وغيرها، وإن وجدت تبقى تعد على رؤوس الأصابع ويبقى تسييرها من السيئ إلى الأسوإ، حسب شهادة مرتادي هذه المرافق. وبين هذا وذلك لم يجد المواطن الغليزاني البسيط من وسيلة سوى الهروب من جحيم الحرّ؛ فكانت البداية بالأطفال الذين هم في سن أقل من 15 سنة عادة، الذين لم يجدوا من بد سوى التوجه إلى السواقي التي تستعمل عادة لتزويد الفلاحين بمياه السقي، المحاذية عادة للطرق الوطنية، على غرار الطريق الوطني رقم 04، حيث وجد فيها هؤلاء الأطفال ضالتهم. هؤلاء الأطفال يتوجهون إلى السواقي يوميا منذ ساعات الصبح الأولى ولا يعودون إلا ليلا عندما تنخفض درجات الحرارة. العائلات بدورها ومع تسجيل هذا الارتفاع الشديد في درجة الحرارة فضلت التوجه إلى شواطئ البحر بالولايات المجاورة، حيث تبقى مستغانم الوجهة الأكثر تفضيلا بسبب قرب المسافة، أما العائلات التي كانت تمني النفس قبيل حلول فصل الصيف بالتوجه إلى الغابات، فإنها قد أخطأت العنوان، وذلك نتيجة الحرائق التي ضربت الولاية منذ مدة، وأتت على الأخضر واليابس ولم تترك مجالا للمواطنين للتنفس قليلا، مسهمة بذلك في ارتفاع درجة الحرارة. ومع تسجيل انعدام أو قلة المرافق الترفيهية بالولاية خاصة ببلدياتها التي يفتقر معظمها إلى المسابح على غرار واريزان، الحمادنة، جديوية، أولاد سيدي الميهوب، منداس، المطمر، الحمري وغيرها من بلديات الولاية زيادة على عدم وجود اهتمام من طرف المسؤولين المحليين، حيث تنتشر القمامة في الشوارع نتيجة اللامبالاة من طرف هؤلاء المسؤولين، الذين لم يعد لهم من هم سوى التحضير للحملة الانتخابية، والبقاء لعهدة أخرى ولو على حساب المواطن الذي وجد نفسه ضحية مجتمع لا يبالي بمصيره. وفي الصدد طالب العديد من السكان بمختلف البلديات، خاصة النائية منها، بضرورة استعجال السلطات الولائية بالإسهام ولو بالقدر القليل في تنمية الثقافة السياحية بالمناطق المعزولة من أجل استقطاب المواطنين.