كشفت التحقيقات التي باشرها أطباء ومختصون تابعون لمصلحة الوقاية بمديرية الصحة لولاية سيدي بلعباس، في أعقاب وفاة طفل في سن التاسعة من عمره بدائرة راس الماء بعد تعرَّضه لتسمم غذائي، برفقة 6 من أفراد عائلته، أن سبب إصابتهم يعود لتناول أحشاء أضحية العيد، التي افتقدت لشروط الحفظ. نفى الدكتور رابح عولمي رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة لولاية سيدي بلعباس، أن يكون سبب إصابة أفراد العائلة السبعة بالتسمم الغذائي، يعود لتناول أحشاء خروف الأضحية، التي وضعت في مكان يفتقد لشروط الحفظ بعيدا عن الثلاجة، وحسب ما أكده محدثنا، فإن ربة الأسرة كشفت خلال مجريات التحقيق، أن العائلة تناولت الأحشاء ليلة السبت بعد مرور قرابة 8 ساعات من وضعها بمكان تنعدم به شروط الحفظ، مؤكدة أنها انبعثت منها رائحة التعفن وظهر عليها اللون الأخضر، إلا أنها لم تكترث لذلك، وهو ما أكد الدكتور علمي أنه كان وراء حدوث حالة التسمم، موضحا أن أحشاء الخروف تعتبر سريعة التلف والتعفن إن لم تحفظ في مكان بارد وتتوفر فيه جميع شروط الحفظ، وهو ما سهل انتشار البكتيريا المسببة للإصابة بالتسمم، بينما يضيف التحقيقات الميدانية التي أنجزها الفريق الطبي، كشفت سلامة لحم الأضحية وعدم تعرضه للتعفن، باعتبار أنه كان يحفظ بالثلاجة، ورغم ذلك –يقول- اقتطعنا عينات من الأحشاء واللحوم لغرض إخضاعها للتحاليل المخبرية للحصول على الدليل العلمي الذي يؤكد سبب الإصابة بالتسمم، بالموازاة مع ذلك، كشف رب الأسرة أنه اقتنى أضحيته بضواحي دائرة راس الماء رفقة أربعة من جيرانه، مضيفا أن لحومها لم تتعرض للتعفن، كما لم يصب باقي أفراد عائلته بحالات التسمم ممن لم يتناولوا الأحشاء وتناولهم للحوم. وبينما كانت مصالح الأمن قد فتحت هي الأخرى تحقيقاتها حول القضية، استقرت الحالة الصحية للمصابين الستة المقيمين بمصلحة الأمراض المعدية، بمستشفى حديد عيسى بدائرة تلاغ، أين كشف الطاقم الطبي المشرف على متابعة حالتهم، أنهم تجاوزوا مرحلة الخطر، وقد يغادرون المصلحة في الساعات القليلة القادمة.