- أبوس تلقت عدة شكاوى وفتحت تحقيقا في القضية رغم الجهود المبذولة من طرف مديريات الفلاحة وما سخرته من إمكانيات بشرية على غرار البياطرة لمراقبة الأضاحي والسهر على سلامتها، غير أن كل ذلك باء بالفشل بعودة ظاهرة تعفن الأضاحي للواجهة، إذ اصطدم المواطنون بتعفن أضاحيهم بعد نحرها، ليطرح السؤال نفسه حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الظاهرة التي باتت تحرم المئات من الجزائريين من فرحة العيد. جزائريون يتفاجأون بتعفن لحوم أضاحي العيد أعلنت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، عبر صفحتها الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك عن ظهور أول حالة تعفن للأضاحي في العاصمة، وذلك في تكرار لما حدث السنة الماضية. ووفق الصورة التي نشرتها المنظمة على صفحتها الرسمية في موقع الفايس بوك ، ظهرت أضحية بشكل أخضر وحالة تعفن، وقيل إنها من منطقة سحاولة غربي الجزائر العاصمة. وفي ذات السياق، اشتكى العديد من المواطنين، من إصابة أضاحيهم بعد ذبحها بنوع من التعفن غير معلوم المصدر، واضطر الكثير منهم للتخلص من لحومها. وانتشرت في العديد من مناطق الوطن حالات مشابهة لهذه الإصابات، بشكل جعلها تتحول إلى ظاهرة تتكرر كل سنة، بحسبهم، وذلك بعد تعرض المئات من الاضاحي للتعفن خلال السنة الماضية بحيث اضطروا لرميها. وتتقاطع هذه الشكاوى مع صور ومناشير وضعها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر حالات تعفن للأضاحي في شتى مناطق الوطن. وقال المواطنون المشتكون إن لحوم أضاحيهم في اليوم الثالث للعيد بعد تقطيعها، قد تحول لونها من اللون الأحمر القاني إلى الأخضر، مع إفرازها رائحة كريهة جدا تجعل تناولها مستحيلا. وتساءلوا عن السبب الذي أدى إلى إصابة اللحوم بالتعفن، على الرغم من احترامهم شروط التبريد بوضعها في الثلاجات وتحت درجات حرارة منخفضة للغاية، تصل أحيانا إلى التجمد. وبحسب منظمة حماية المستهلك، فإن هذه القصص عن تغير لون اللحم ورائحته ليست معزولة، ولكنها أصبحت ظاهرة شملت مئات العائلات وفي مناطق متفرقة من الوطن، مشيرة إلى أن المنظمة تلقت شكاوى كثيرة بهذا الصدد، وهي تبحث في القضية للكشف عن أسبابها. عزوق: وصلتنا شكاوى المواطنين من 45 ولاية وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه وتكرار ظاهرة تعفن الأضاحي على غرار السنة الماضية، أوضح كمال عزوق، ممثل مصلحة حماية المستهلك لولاية البليدة في اتصال ل السياسي ، ان المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وترشيده تلقت مئات الشكاوى منذ اليوم الثاني لعيد الأضحى المبارك عبر 45 ولاية ولاتزال الرسائل تتهاطل دون انقطاع مرفقة بالصور التوضيحية لحالات تعفن الأضاحي، وأضاف المتحدث أن المواطنين الذين اصطدموا بأضاحي متعفنة لم يجدوا مصالح معينة يتقدمون لها بالشكاوى، إذ أن كل الأبواب مغلقة في وجوههم، ليضيف أن المنظمة الوطنية لحماية المستهلك تجري حاليا تحقيقات وبحوث معمقة حول الظاهرة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء تعفن الأضاحي. وللإشارة، تنصح أبوس المستهلك بما يلي، في انتظار ردة فعل رسمية من المصالح البيطرية والصحية: - عدم استهلاك لحم الأضاحي التي تغير لونها، ولو جزئيا، وهذا لعدم معرفتنا للسبب الحقيقي لتعفنها كون نتائج التحليل النهائي للعينات لم تقدم لنا رغم إلحاحنا عليها، ولم يتم ذكر المكمل الغذائي لتجنب تسويقه أو تنبيه الموالين منه. - التوقف عن استهلاك بقية الأجزاء السليمة من الأضحية، ومراقبتها في المبرد الى حين. - التقرب من المصالح والمخابر البيطرية التابعة للإقليم مع تقديم عينات والمطالبة بوصل تسليم. - التوجه لتقديم شكوى عند وكيل الجمهورية ضد البائع إن كان معروفا أو ضد مجهول في حال العكس، ليس بغرض التعويض فقط، بل أيضا لتوجيه السلطات الأمنية لنقطة انطلاقة البحث، وفي حالة التعذر، التقدم إلى المصالح الأمنية (الدرك أو الشرطة)، مع إفادتنا بالإجراء للمرافقة القانونية. سنون: أدوية التسمين غير مستبعدة في فساد اللحوم ومن جهته، أوضح سمير سنون، دكتور بيطري في اتصاله ل السياسي ، أن الظاهرة تطرح تساؤلات حيث اننا نلاحظ أنه في بداية السنة أضاح هزيلة وعادية جدا من ناحية الحجم والوزن والسلامة الصحية، ليأتي الاختلاف قبيل عيد الأضحى المبارك ونلاحظ الأغنام الضخمة وذات الوزن القياسي، ومنه نستخلص أن الأضاحي تحقن بمادة ما تجعلها ضخمة وتزيد من وزنها ، وأضاف المتحدث في سياق حديثه أنه دائما يلقى باللوم على الموال والفلاح ويسلط عليهما الضوء، غير أنهما قد يكونان أبرياء من الامر، فنحن كمختصين حاضرين في الميدان ونتابع الفلاح والموالين من ناحية ترشيدهم وتحسيسهم، ومن يقف وراء الأضاحي المتعفنة وحالة المواشي خلال العيد هم أشخاص معينون هدفهم الربح السريع، حيث أن هذه الظاهرة لا نشاهدها طيلة السنة لتفرض نفسها مع عيد الأضحى ما يدل على أن هناك مواد تحقن بها المواشي لغرض التسمين وزيادة حجمها، وبالنسبة لحالات تعفن الأضاحي، نحن كبياطرة مختصون لا يمكننا تحديد الأسباب الرئيسية لتعفن الأضاحي وكل ما يمكن قوله أن مواد غريبة تم حقن المواشي بها وهو ما قد يعود بالضرر على صحة المستهلكين، إذ ان المخابر المختصة هي من يتوجب عليها إجراء التحاليل والإفصاح عن النتائج إذا كانت من وراء بكتيريا ما أو حقن بالمواد الكيميائية، إذ أننا لم نتلق أي توضيحات بخصوص هذا الموضوع الذي يتكرر مع عيد الأضحى المبارك .