أكد، أول أمس، المشاركون في الملتقى الدولي الأول من نوعه المنظم من طرف عيادة طبية خاصة في أمراض العيون بقسنطينة حول جراحة "تصحيح قصر النظر"، من أطباء مختصين في طب العيون من داخل الوطن وخارجه، على ضرورة الفحص الجيد للمريض قبل إجراء العملية، تفاديا لكل المضاعفات المحتملة، وتكثيف الجهود لتوفير أحسن علاج للمرضى المغاربة. وقد أكد الدكتور عميرش محمد، طبيب عيون من قسنطينة، أن عملية تصحيح النظر للمرضى لا يمكن أن تجرى لكل المرضى، وهذا يقتصر على شروط معينة، منها نتائج التحاليل التي تجرى له قبل العملية، إلى جانب الفحوص والتشخيص، فضلا عن عامل السن.. فيجب أن يكون سن المريض لا يتعدى 19 سنة، وتوفر شرط ثبات نقص النظر. فمثلا إذا كانت القرنية ضعيفة عند المريض، فلا يمكن له أن يتحمل العملية إطلاقا. فشروط عملية تصحيح النظر يجب أن تدرس بدقة شديدة قبل إجرائها، لضمان نتائج ناجحة وتفادي أي مضاعفة خطيرة على المريض، مع وجود حلول بديلة يمكن أن تساعد المريض في ممارسة حياته بشكل عادي إلى حد ما، مشيرا إلى أن إقبال المرضى قليل بحكم أن العملية تتراوح تكلفتها المالية ما بين 16 و20 مليون سنتيم. أما الدكتور بن موسى صلاح الدين، فكشف أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء الأول من نوعه حول جراحة تصحيح قصر النظر التي تتم عن طريق استخدام "أشعة الليزر أكسيمار"، هو تبادل التجارب والخبرات، ومناقشة التقنيات الحديثة، والنتائج مع أطباء العيون المختصين من تونس والمغرب، فأي مريض يعاني من مشكل قصر النظر من حقه بعد 40 ثانية أن ينزع النظارات بشرط أن يكون في صحة جيدة. وشدد الدكتور محمد شهبي، أخصائي في طب وجراحة العيون من المغرب، في تدخله على وجوب أن ينتبه الأولياء إلى أي مشكل يعترض أبناءهم فيما يخص حاسة البصر ولو كان بسيطا لتفادي أي تطور ممكن، وهذا قبل ال10 سنوات الأولى من العمر، مطالبا بضرورة إخضاع الأطفال لفحوص مدرسية بشكل منتظم. أما الدكتور سمايلي، من ولاية باتنة، فأشار إلى أن اللقاء مكن من تقريب وجهات النظر مع المختصين ورفع نقاط الغموض في هذا الاختصاص، وهذا بهدف التعامل مع المريض بشكل جيد، وتوجيهه إلى المراكز المختصة المنتشرة عبر الوطن، مشيرا إلى أن العملية تمكن المريض من الرؤية السليمة دون نظارات ولا عدسات لاصقة. هذه الأخيرة التي لا يمكن أن يستعملها المريض مدى الحياة، لأنها تتسبب في مشاكل مع مرور الوقت، وهذا ما يدفع المريض إلى التخلص منها، وواجبنا الطبي هو خلق الحل المناسب للمريض ليعيش بصورة طبيعية. وقد صرح الأطباء المشاركون في اللقاء العلمي بأن هذا الأخير مكنهم من الحصول على معلومات قيمة حول استخدام التقنيات الحديثة في علاج مرض قصر النظر، آملين أن تكون هناك لقاءات أخرى مستقبلا.