حمّلت الأحزاب المعارضة الممثلة في البرلمان، الوزير الأول أحمد أويحيى، "أخطاء" ما وصفته بالحكومات المتعاقبة التي بلغ عددها 19 حكومة تم تعيينها منذ سنة 1999، وطالبته بضرورة الاستعجال بفتح حوار سياسي جدي، لأن الوضع السياسي والاقتصادي مقلق، في حين جندت أحزاب الموالاة كل طاقتها للدفاع عن قرارات حكومة أويحيى وشكرته على مصارحته للجزائريين ووصفته ب"رجل المرحلة". المعارضة تتشاءم وقال شافع بوعيش، رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية، إن حزبه "مقتنع بأن الحكومات المتعاقبة همّها الوحيد هو استمرار النظام، بينما الأزمة الحادة تقتضي إيجاد إجماع وطني يضمن استمرارية الدولة من خلال بناء مؤسسات والعمل على تقويتها وجعلها في خدمة البلاد والمجتمع، لا في خدمة العصب واللوبيات". وتابع: "أيظنّ أصحاب التحالف الرئاسي أن السرّ يكمن في الكلمات السحرية الواردة في برامج الحكومات المتعاقبة، وعددها 19 منذ 1999، والتي تنصّ على أنّها تعمل على تنفيذ برنامج الرئيس". وخاطب بوعيش أويحيى "لنستبق، للمرة الأولى، لنتفادى للبلاد إخفاقات جديدة. أنتم الوحيدون من سيتحملون المسؤولية عنها"، لافتا "الجزائر كبيرة، وهي أكبر من البريكولاج الذي تقترحونه كبديل وكسياسة اقتصادية". بالمقابل اعتبر رئيس المجموعة البرلمانية لحزب العمال، جلول جودي، أن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد لا تقتصر على نقص الموارد المالية، بل هي نتيجة سياسات طبقت لمدة سنوات من طرف حكومات متعاقبة، مشيرا إلى أن قرار طبع الأوراق المالية سيؤثر على القدرة الشرائية ورفع نسبة التضخم، وشدد على أن الجزائر بحاجة لاستثمارات عمومية ضخمة خلاقة للثروة ولمناصب شغل لإيجاد المال الكافي وذلك يتطلب إرادة سياسية لتحصيل موارد الأمة. من جهته، ذكر رئيس المجموعة البرلمانية للإتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء الأخضر بن خلاف، مخطّط الحكومة المعروض للنقاش، مخطط طوارئ اقتصادية اعتمد على سياسات ووسائل غير تقليدية، ولكن برجال تقليديين هم من كانوا سببًا – حسبه- في ما نعيشه اليوم من مآس وفشلوا في استغلال البحبوحة المالية، بسبب تجاهلهم للأصوات التي حذرت من تلك السياسات الخاطئة. في حين دعا رئيس الكتلة البرلمانية لتحالف حركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوش لمباشَرة حوار وطني شامل، بإرادة سياسية صادقة، مع جميع الشركاء السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، كواحد من أهم الحلول للوصول إلى التوافق السياسي، وتحقيق الانتقال الاقتصادي، ومواجهة الأزمة. من جهتها اقترحت جبهة المستقبل إنشاء عملة جديدة تحت "مسمى الدينار الجزائري" الجديد.
الموالاة تُثني على أويحيى مصارحته وتصفه برجل المرحلة بالمقابل، تجندت أحزاب الموالاة للدفاع عن الرئيس بوتفليقة وحكومة أحمد أويحيى، وهاجم رئيس المجموعة البرلمانية للحركة الشعبية الجزائرية، الشيخ بربارة، دعاة "الثورة السلمية" في العالم الافتراضي، داعيا إلى تجسيد الديمقراطية الهادئة ومناقشة المشاكل السياسة والاجتماعية في إطار مؤسسات منتخبة شرعيا. وعبرت "الأمبيا" عن دعمها المطلق لحكومة أويحيى، وقدرتها على الخروج من المأزق المالي الذي تعيشه البلاد. وساق رئيس المجموعة البرلمانية للأرندي، بلعباس بلعباس، نفس الخطاب ودافع عن شرعية بوتفليقة كرئيس منتخب سنة 2014، وعبر عن دعمه للحكومات المتعاقبة منذ سنة 1999، والبرامج التي أشرفت على إنجازها. وقال بلعباس، أن حكومة أويحيى، صارحت الجزائريين بالوضع الاقتصادي، ولا داعي للمزايدة من قبل أقطاب المعارضة التي تريد زرع الخوف وتجاهل ما أنجز على مدار 17 سنة. في حين هاجم الأفلان أحزاب المعارضة وخص بالذكر المطالبة بتطبيق المادة 102. ولفت إلى أن الجزائر تعيش ظروفا اقتصادية تتطلب مصارحة الشعب الجزائري.