بوعلام زياني، الذي التقته "الشروق" أخيرا،..هو الجزائري الذي اختارته الفيفا لتمثيل الريشة العربية والإفريقية في المونديال الإفريقي..وهو نفسه الفتى المشاغب من قرية "سيدي محمد" الذي كان يهوى الرسم بالطبشور.. والصديق الشخصي للمرحوم اسياخم.. والفنان الذي تزين لوحاته متحف المجاهد وعدة مؤسسات رسمية وطنية.. وهو أيضا المناصر الذي يعد أشبال سعدان بإهدائهم أجمل اللوحات إذا ما تألقوا في المونديال كما تألق هو في امتحان الفيفا. = الكثير من الجزائريين لا يعرفون أن اللوحات التي تزين متحف المجاهد برياض الفتح هي لك؟ == بالنسبة للذين لا يمكنهم التعرف على اسم الفنان عندما يكون أمامهم عمل فني، فالذنب ليس ذنبهم، حيث يرجع الخلل إلى من يعرض الأعمال الفنية سواء أكان هذا في متحف أو في كتاب، فالأمر يتعلق بمسألة تطبيق واحترام القانون الخاص بحقوق المؤلف لا سيما أخلاقيات المهنة على الرغم من أن القانون موجود، وهو في غاية الوضوح. فلا يمكن لأي شخص نشر أو تقديم عمل فني بدون ذكر اسم صاحب هذا العمل، ولكن، للأسف، نجد إهمالا تاما لهذا الالتزام القانوني في الجزائر، وفي بلدان عربية أخرى. ففي سنوات الثمانينيات قاومت لأحظى بالاحترام وتطبيق القانون، حيث أنني تعرضت حتى إلى معاملتي كخارج عن القانون من قبل مدير متحف. وأخيرا، قرر التنازل لأنني كنت عازما على الفوز بالقضية، فتوجهت إلى المكتبة الوطنية وعدت إليه بنسخة من نص القانون، فتبين أنه هو من كان خارج القانون. فعندما تغيب المهنية، تظهر العديد من النقائص، فقد وصل إلى مسامعي العديد من الأقاويل الخاطئة التي ترددت بشأني، وهذا بسبب نقص في الإعلام. حيث يظن بعض الأشخاص الذين يحضرون إلى المتحف لرؤية أعمالي الفنية بأنني فنان أنتمي لعصر آخر، أي أنني أصبحت في عداد الموتى منذ زمن بعيد. وهذا هو ذنب من لا يؤدي عمله على أكمل وجه. = تم اختيارك من قبل مؤسسة "فاين آرت 2010" ضمن فنانين آخرين من أجل المعرض الكبير الذي ينظم بكاب تاون في جنوب إفريقيا بمناسبة كأس العالم. كيف تم هذا الاختيار؟ == اتصل بي المشرفون على المؤسسة وعرضوا علي مشروعهم. ويتعلق الأمر بمعرض كبير للرسم يجمع فنانين من بلدان مؤهلة إلى الأدوار النهائية في كأس العالم. وطلبوا مني تمثيل الجزائر، وبدون تردد أعطيتهم موافقتي. ثم طلبوا مني جلب فنانين جزائريين آخرين. وهكذا، وجهت الدعوة إلى ومان وجماي وزكارة و حميدوش، ولا يتعلق الأمر أبدا بقضية صداقة، حيث أنني لا أعرف اثنين منهم إلا من خلال الأعمال التي يقدمانها، فاخترتهم لكفائتهم، وقد سهل وجودهما على شبكة الإنترنت الاتصال بهم. وحرصت على عدم الكشف عن أسمائهم خشية حدوث تأثر محتمل، فأعطيتهم أسماء مستعارة مثل: "أميغو1" و" أميغو2" وغيرهما وكنا نتواصل عن طريق الإيميل، وكل واحد منهما كان يمضي نصه باسمه المستعار إلى أن كشفت لكل واحد منهم عن اسم الآخر في الأخير. وكنت أظن أنني أحسنت صنعا. في جميع الأحوال، هم فخورون بتمثيل بلدهم وأنا آسف بالنسبة للرسامين الآخرين، الذين هم أيضا يتمتعون بالموهبة والتمثيل الجيد. = ما الذي تمثله اللوحة التي قمت برسمها؟ == رسمت أطفالا من جميع الألوان والأصول يمثلون بلدانا مختلفة، وعلى الرغم من اختلافاتهم إلا أن اللعبة وحدتهم. = إذا تمكن الخضر من تحقيق نتائج جيدة خلال كأس العالم، هل سيقوم حسين زياني بتجسيد هذا الحدث في إحدى لوحاته الفنية؟ == إنه أمر سهل. سأرسم الفريق الوطني يحتفل في شوارع الجزائر حاملا كأس العالم تحت العديد من الأعلام الوطنية المرفرفة التي يلوح بها المناصرون. لا فأنا أمزح فقط. أتمنى أن يحقق فريقنا أفضل النتائج في مهمته ويصنع بهجة الشعب الجزائري الذي هو بحاجة إلى هذا.