تم يوم الخميس بالجزائر العاصمة تسليم وسام الاستحقاق الوطني للمهندس المعماري الفرنسي أندري رافيرو تقديرا وعرفانا لأعماله اتجاه التراث الثقافي الجزائري ومساهماته في ميدان الهندسة المعمارية. ومنحت وزيرة الثقافة خليدة تومي الوسام من درجة العشير من مصف الاستحقاق الوطني في إطار اختتام فعاليات المهرجان الدولي الاول ل"ترقية هندسة الارض" وذلك بحضور مهندسين معماريين شاركوا في المهرجان بالاضافة إلى إطارات من وزارة الثقافة. ونوهت تومي في كلمة لها بأعمال اندري رافيرو ومساهماته في تعريف التراث المعماري الجزائري من خلال أعماله التي جعلت من وادي ميزاب (غرداية) يصنف من طرف اليونسكو كتراث عالمي محمي سنة 1982. واضافت أن "هذا الجميل لا تنساه الجزائر ونحن في الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر فقد قرر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن يكرم اندري رافيرو بوسام الاستحقاق" مضيفة ان "الجزائر فخورة بوجوده ليس فقط كمدير أول للتراث الوطني الجزائري وليس فقط كخبير وانما كون أجيال يعتنون اليوم بالتراث الوطني". من جهته عبر رافيرو (90 سنة) الذي شغل منصب مدير التراث في الجزائر غداة الاستقلال عن سعادته بتحصله على الاستحقاق الوطني مشيرا إلى انه استرجع باحتكاكه بالطلبة الجزائريين ذكرياته في الجزائر حينما اكتشف التحفة المعمارية لوادي ميزاب. وأضاف متأثرا انه "يتمنى لو يتقاسم هذا الشعور مع الاجيال القادمة الخصوصية الثقافية التي يكتسبها واد ميزاب والتي لا نجدها في الثقافات الأخرى". وبدوره ألقى ممثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عكة كلمة بالمناسبة قائلا انه و"بقرار رئاسي تم منح رافيرو وسام الاستحقال الوطني عرفانا لما قدمه من عمل جليل بانجاز أعمال جعلت معالم ثقافية جزائرية تصنف كتراث عالمي والتي ميزت الادب والابداع في الثقافة الجزائرية". واكتشف أندري رافيرو وادي ميزاب سنة 1949 وهو لا يزال طالب في مدرسة الفنون الجميلة وقد انبهر رافيرو بكيفية تشييد المعلم الثقافي مما جعله يقرر العودة إلى غرداية سنة 1959 ويفتح ورشة هناك حيث تعلم على يديه اجيال من المهندسين المعماريين. وكتب المهندس المعماري العديد من المؤلفات التي تدور حول معالم اثرية جزائرية من بينها "وادي ميزاب درس في الهندسة" و "قصبة الجزائر والموقع يشكل المدينة". يذكر انه قد نشط نخبة من المهندسين المعماريين من بينهم المهندس المعماري اندري رافيرو وكذا مختصين جزائريين و اجانب سلسلة من المحاضرات حول بناء و هندسة الارض و ذلك في إطار المهرجان الثقافي الدولي الاول لترقية هندسة الارض الذي نظم في 18 نوفمبر الجاري بالجزائر العاصمة. وجاء المهرجان في إطار استراتيجية تأهيل صورة هندسة الأرض التي تقوم بها وزارة الثقافة من خلال المركز الجزائري للتراث الثقافي المبني بالطوب الذي أنشأ مؤخرا و الذي سيتم تنصيبه قريبا بتيميمون (أدرار). و تضمن برنامج المهرجان جانبا خاصا بالورشات لتعليم المبادئ الاولى لتقنيات البناء بالمواد الترابية ينشطها مختصون في البستنة من المدرسة متعددة التقنيات في الهندسة و العمران. وينظم بالتوازي مع الطبعة الاولى معرض "الارض والطين" الذي تم في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية 2011" و ذلك برياض الفتح (الجزائر العاصمة) من 18 نوفمبر الجاري إلى 17 ديسمبر المقبل.