عبر العديد من رؤساء الهيئات الحقوقية والجمعوية المهتمة بالتاريخ الجزائري والدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير، عن استيائهم الكبير تجاه ما سموه تجاهل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون او بالأحرى الحكومة الفرنسية لمذكرتين رُفعتا على مكتبه، مطالبين بمقابلتهم رسميا بالإليزيه لمناقشة شأن ما ينتظرونه على توالي الحكومات إزاء جدية اعتراف فرنسا بشكل رسمي بمجازرها لاسيما الاعتذار للشعب الجزائري وأيضا لتخصيص مساحة ارض لإقامة نصب تذكاري لتخليد ذكرى الشهداء. وقال المؤرخ والانثروبولوجي في تجمع "من أجل 17 أكتوبر1961"، أوليفييه لوكور غراند ميزون، على هامش إحياء ذكرى أحداث مجازر مظاهرات 17 أكتوبر على جسر سان ميشال بباريس مساء الثلاثاء، للشروق "اليوم الرئيس ايمانويل ماكرون خدع الشعب الجزائري، ليس فقط، بل لم نسمع له أدنى تعبير عن هذا اليوم التاريخي المأساوي. وأضاف لازلنا لحد الساعة نتتظر رده على إقرار استلامه لرسالتين تم إرسالهما على فترتين، الأولى شهر جويلية 2017، من طرف تجمع يضم 300 بين هيئات حقوقية وتاريخية ونقابية مثل رابطة حقوق الإنسان وجمعية "لي زورانج" وجمعية "الخروج من الاستعمار" وجمعية "تجمع من أجل 17 أكتوبر 1961" وجمعية "باسم الذاكرة" وغيرها والتي طلبت عقد اجتماع رسمي معهم وكذلك التعاطي إيجابيا مع مطلب اعتراف الحكومة الفرنسية بجرائم استعمارها للجزائر. وأضاف "نحن نشعر بالاستياء وبتقليل قيمة ما نقوم به من جهود لسنوات وسنوات"، وتابع عن مصير قضية الشعب الجزائري بشأن الاعتراف، بأن الرئيس الحالي لن يأخذ للأسف خطر خطوه هكذا قرار وسيبقى صامتا لغاية انتهاء ولايته والسبب انه يعيش اليوم في ظروف متأزمة على كل الأصعدة، ومسألة اعتراف فرنسا بجرائمها طالما لازالت تثير جدلا وانقساما كبيرين بين الأحزاب السياسية الفرنسية. وعليه يضيف سنبقى ككل عام بذات المناسبة وبمناسبات أخرى كماي 1945 وبنفس المكان ندعو السلطات الفرنسية ونكرره لغاية تحقيق الاعتراف". من جهته، أكد رئيس جمعية "لي زورانج" محمد كاكي، بأنه شيء مخيف ومحير صمت الرئيس الفرنسي هذا ونحن ننتظر دائما منذ شهر كاملا على ارسال ثاني رسالة. ما يدفعني القول بأنه في هذه الحالة تحت تأثير مجموعة لوبي بالحكومة من أنصار "تنظيم الجيس السري" OAS التابع لحزب اليمين المتطرف والذي ارتكب جرائم بشعة بداية الستينيات القرن الماضي. وأضاف على مانويل ماكرون تدارك الأمر بسرعة وتصحيح ما يصبو له حاليا، لأنه نسي بأن معظم الجالية الجزائرية صوتت لصالحه من منطلق ما صرح به بكلمات جميلة أفرحت الشعب الجزائري في زيارته للجزائر خلال حملته الانتخابية بأن الاستعمار الفرنسي جريمة ضد الإنسانية وليس على أساس برنامجه الانتخابي.