شيع بمقبرة بئر غبالو بالبويرة، زوال الأربعاء، آلاف الجزائريين في جنازة مهيبة جثمان الحاج مسعود فضيل، والد مدير مجمع الشروق الإعلامي، الذي رحل عن الحياة عن عمر يناهز 89 سنة، قضاها لفعل الخير ومساعدة الناس وإصلاح ذات البين، وأبى الا ان يعيش وسط جيرانه زاهدا وعالما ومصلحا بعد ما جاهد في شبابه ضد المستعمر الفرنسي، ومناضلا في خدمة الوطن بعد الاستقلال ومرشدا وموجها ومنبرا في الأوساط الاجتماعية. من كل الولايات قدموا.. ومن شتى أصقاع الجزائر... مواطنون ومسؤولون وإطارات وموظفون جاءوا ليشيعوا جثمان رجل ليس كبقية الرجال وإنما إنسانا عظيما قدم الكثير للوطن، وعمل الكثير من اجل الجزائر، فجاهد في سبيل الله لتستقل الجزائر وأفني عمره مناضلا ومصلحا، فنال بحق حب واحترام وتقدير كل من عرفه من أهله وجيرانه ومحبيه، فجاءوا جميعهم من اجل حضور عزاء فقيد الجزائر الحاج مسعود فضيل وألسنتهم تلهج بالدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة وان يسكنه الله فسيح جنانه. ...هم الآلاف من الجزائريين قدموا من عدة ولايات لينزلوا على بيت الحاج مسعود فضيل رحمه الله، غصت بهم قاعات المسجد، وامتلأت بهم مقبرة بئرغبالو.. يعلو محياهم الحزن والتأثر لوفاه مجاهد عظيم ومصلح، أحبه من عرفه من قريب أو من بعيد، بالنظر إلى أخلاقه العالية ومكانته الرفيعة، حتى أضحى من بين أعيان المنطقة وأحد أوليائها الصالحين لما حباه الله من رجاحة العقل، وقوة التأثير، وكذا أخلاقه العالية وتواضعه الكبير، وزهده فيالحياة. الحاج مسعود فضيل بشهادة أبناء المنطقة، ظلّ الرجل مشاركا فعّالا في النشاط العام إلى أن تقاعد من الوظيفة الرسميّة، ليتفرغ بعدها وبصفة كليّة لجهود الإصلاح والفعل الخيري، فكان يسعى للصلح بين الناس وقضاء حاجاتهم والتخفيف من معاناتهم قدر المستطاع، وبتلك الصفات الحميدة التي جعلته ينكر ذاته ليعيش للآخرين، عرفه أبناء منطقته بالكرم والشهامة والإيثار وحبّ الخير للجميع، ولم يثنه المرض الذي نزل به قبل مدّة عن مواصلة مسيرته التطوعيّة والإنسانية، فكان حريصًا دوما على توجيه ذريّته لاستكمال المشوار الذي بدأه قبلهم، وهو ما سعى الأبناء البررة إلى تجسيده في السرّ والعلن، عبر إطلاق المشاريع والبرامج الخيرية وتوظيف الإعلام الهادف في خدمة هذه الرسالة النبيلة. وذكر جيران الفقيد أن الشيخ كان راقيا معروفا، كتب الله على يده أن يشفى مئات من الناس، بل انه عمل على وعظ الكثيرين بضرورة التمسك بكتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وفعل الخيرات وأداء الصلاة، كما انه كان مواظبا على قراءة القرآن إلى أن لقي ربه، وقال سكان المنطقة أن الراحل رحمه الله، كان لا يسأم من مد يد العون وخدمة المسجد، ويحترم ويبجل كل من يراه، فكان بحق محبوب سكان المنطقة وما جاورها. وكان وزير الداخلية قد بعث إلى المدير العام لمجمع الشروق برسالة تعزية، كما وصلت عشرات التعازي من قراء ومواطنين ومسؤولين ودعوات بالرحمة للفقيد. فرحمك الله يا عمي مسعود وكان مثواك الجنة.
قالوا عن الحاج مسعود فضيل رحمه الله: والي البويرة: اليوم ودعنا إنسانا عظيما تشهد له كل المنطقة بالصلاح وحسن الخلق ونرجو المولى عز وجل أن يرحمه ويسكنه فسيح جنانه. الصادق بوقطاية: هو مجاهد وإمام وشيخ ورع وفقيه، لم نسمع عنه إلا الخير ولا يذكره من عرفوه إلا بخصاله الطيبة وأخلاقه الحميدة، ونعزي أنفسنا وعائلة الفقيد بهذا المصاب الجلل. ممثل قسمة المجاهدين بعين بسام: الحاج مسعود إنسان متواضع، قدم الكثير لسكان المنطقة وكل من عرفه لا يذكره إلا بخير. رئيس بلدية بئرغبالو: الحاج مسعود إنسان طيب، حافظ لكتاب الله عز وجل، معروف بخلاله الطيبة وأدبه الجم، يساعد الفقير ويرأف بالمساكين. إمام المسجد: كان مواظبا على بذل الخير والعطاء في سبيل الله.. الحاج مسعود من المواظبين على فعل الخيرات وهو من جنود الخفاء في القيام بالعمل الصالح، كان حريصا على إتمام أشغال بناء المسجد بقدر ما يستطيع أن يعطي ولا يرفض دعوة لأحد ويلبي دعوات الجميع، فكانت خامته طيبة، وشهادة العاملين فيه دليل على خيرية الرجل، فهو بركة من بركات الله ونحسبه وليا من اولياء الله في الأرض. جار الحاج مسعود: كان يوصينا بفعل الخير، وهو إنسان طيب ومتواضع وشفي على يده الكثير من الناس. * * * * *