سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معركة داود وبوجدرة تلقى بظلالها على المبيعات وحرس أحلام مستغانمي يثيرون الجدل اختتام معرض الكتاب والعارضون يجمعون: المقروئية لا تقاس بالإقبال الجماهيري
أسدل الستار على معرض الجزائر للكتاب في طبعته 22، الأحد، حيث حققت كتب التاريخ الصدارة في مبيعات الكتب، خاصة منها مذكرات الزعماء وقادة الثورة إضافة إلى روايات الكتاب الكبار مثل أمين الزاوي، أحلام مستغانمي، واسيني الأعرج، بوجدرة، كمال داوود. أجمع ممثلو دور النشر المشاركة في المعرض أن إقبال الجمهور لا يمكن اعتباره مقياسا لنسبة المقروئية أو دليلا على انتشار الكتاب في الجزائر، حيث قال ممثل جناح منشورات "ايناق بالمعرض" أن ظاهرة إقبال الجمهور على المعرض لا تعبر عن انتشار المقروئية في ظل غياب إحصائيات وأرقام ناتجة عن دراسات متخصصة في هذا الميدان، وأضاف المتحدث للشروق أن الكتاب لو كان منتشرا كان سينعكس على سلوك الجزائريين ووعيهم طوال أيام السنة. في جانب المبيعات، كشف مسؤول الجناح أن رواية واسيني الأعرج الأخيرة "ليالي ازيس كوبيا" لقيت رواجا كبيرا إضافة إلى قاموس إديرعبد الحفيظ "القاموس الفرنسي الأمازيغي".
مذكرات بيطاط وفتوى بوشارب تزاحم المدخلية واغتيال خيضر يثير الفضول في جناح منشورات عالم الأفكار، حققت كتب مالك بن نبي إقبالا بين القراء إضافة إلى كتب لخضر رابحي، خاصة الكتابين الأخيرين حول الفكر المدخلي السلفي والنظام العربي، مسؤول الجناح اعتبر أن الكاتب هو الذي يروج لكتابه ويسوقه، مؤكدا أن ظاهرة الإقبال الجماهيري لا تعبر عن ارتفاع المقروئية. الإقبال وشراء الكتب حسب مسؤولة جناح "أناب" مرتبط بميزانية كل واحد، مؤكدة أن الشعر الذي يقال عادة انه لا جمهور له بيعت منه دواوين عديدة في الدار، لأنها كانت بسعر معقول. يتفق مسئولو وممثلو دور النشر المشاركة أن طريقة تسويق الكتاب تلعب دور كبيرا في رفع المبيعات، وفي غياب أقسام خاصة بالماركيتينغ في أغلب دور النشر الجزائرية، صار الكاتب نفسه يتكفل ببيع وتسويق كتبه بنفسه، حيث قال مدير دار الكتاب العربي أن ثمة مبدعين شباب يشاركون لأول مرة في المعرض استطاعوا بيع كتبهم وتسويقها على نطاق واسع. في جناح منشورات الشهاب والقصة حافظ قادة الثورة والسياسيين على صدارة المبيعات مثل مذكرات الزهرة ظريف بيطاط إضافة إلى رواية مصطفى بوشارب "الفتوى"، حيث حافظت مذكرات علي كافي والشاذلي بن جديد على الصدارة بمنشورات الشهاب رغم أنها صدرت منذ أزيد من سنتين، إضافة إلى الكتب المتعلقة بتاريخ الجزائر عموما مثل "تاريخ ملوك البربر في الجزائر القديمة" بجناح منشورات كوكو، أيضا سجلت كتب التاريخ رقما قياسيا في المبيعات تقول مسؤولة الجناح رغم ارتفاع ثمن الكتب نسبيا، حيث حققت كتب بلعيد عبان وطارق خيضر ومقران آيت العربي أعلى المبيعات، إضافة إلى الكتاب الذي يستعيد قصة غرق الباخرة بشار. في جناح منشورات دار العثمانية، سجلت الترجمة الأمازيغية لكتب مولود معمري إقبالا كبيرا من طرف الجمهور. بالنسبة لمنشورات الهدى فإضافة إلى القواميس والكتب التاريخية فقد حقق كتاب رويشد أرقاما مهمة في المبيعات. ويرى صاحب الدار مصطفى قلاب أن ظاهرة الإقبال لا تعبر عن انتشار المقروئية، لأن الجزائري مناسباتي وثقافة زيارة المعارض منتشرة عند الجزائريين دون أن تكون لها علاقة بالشراء.
الجوائز الأدبية طريق الشباب للترويج لكتبهم ساهمت الجوائز الأدبية في تسويق الكتب وارتفاع نسبة مبيعاتها، حيث سجلت منشورات الاختلاف أن أهم الكتب التي سجلت إقبالا من طرف القراء إضافة إلى كتب دوستوفسكي رواية أمين الزاوي "حي بن يقظان" وربيعة جلطي وفضيلة الفاروق... منشورات الوطن اليوم التي تهتم بتقديم الكتاب الجزائري في حلة جديدة تجعله في متناول قطاع واسع من الجمهور سجلت إقبالا على رواية "قدس الله سري" لمحمد الأمين بن الربيع الفائزة مؤخرا بجائزة الطاهر وطار. في جناح منشورات البرزخ نفدت رواية أمين الزاوي "طفل البيضة"، كما سجلت رواية كوثر عظيمي إقبالا من طرف الجمهور إضافة إلى رواية كمال داوود الأخيرة "مزامير"، حيث ألقت معركة داوود بظلالها على مبيعات كتبه وكتاب بوجدرة الأخير الصادر عن منشورات فرانس فانون، حيث قاد الفضول الكثير من القراء لاكتشاف ما يحتويه الكتاب الذي سيحاكم بسببه بوجدرة من طرف داوود. المعرض اختتم الأحد على وقع الجدل الذي خلفه حضور أحلام مستغانمي وسط حراسة مشددة وبيع بالتوقيع مساء الجمعة، حيث خلفت الصور التي تظهر صاحبة الثلاثة وهي تسير وسط الحرس استياء البعض الذي اعتبر أن تلك المظاهر لا تحدث في معرض آخر غير معرض الجزائر، بينما اعتبر البعض أن تلك المشاهد عادية جدا، لأنها تتعلق بكاتبة مشهورة و لها جمهور غفير يستدعي تدخل الأمن لفرض التنظيم وضمان السير الحسن لعملية البيع بالتوقيع التي عرفت اقبالا كبيرا من طرف الجمهور.