أكدت أنيسة بومدين، أرملة الرئيس الراحل هواري بومدين، أنها لن تتوان للحظة في مواصلة معركتها إلى آخر نفس، لمحاسبة من أسمتهم "أصحاب الضمير الفاسد" الذين يريدون تشويه سمعة الرئيس، من خلال الهجومات الشرسة، آخرها ما أورده موقع إخباري، تزامنا مع إحياء الذكرى التاريخية لاندلاع الثورة الجزائرية، والذي نسب اتهامات في قضايا فساد باطلة إلى زوجها الراحل، على حسب قولها. حيث ادّعى أنه يمتلك أموالا طائلة موزعة على حسابات بنكية في العالم، منها ما هو مودع بحساب بنكي بحسب المقال لبنك "يهودي" بمدينة نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، وأنه ترك تركة كبيرة لزوجته من بيوت وسيارات وأراضي ليس في الجزائر فقط، بل عبر ربوع العالم، والتي كان لها الفضل بعد وفاته في أن تعيش حياتها اليومية كملكة، وهو ما ردّت عليه أنيسة بومدين في لقاء حضرته "الشروق" في باريس، مؤخرا، بالقول "ما كُتب بالموقع المذكور عنيف وجارح، ولا يمكن لأي عاقل أن يتقبله، لأنه بمثابة اعتداء على حرمة ميّت، وعلى رمز من رموز التاريخ الجزائري ومجاهد في الثورة الجزائرية، ومن بناة الدولة الجزائرية". وأضافت المتحدثة أنه "لا يمكن أن تترفع عن هذه الأباطيل ببساطة، وفد توجهت برد كتابي تكذيبي لما جاء به المقال والذي تم نشره بالموقع مؤخرا"، موضّحة أنها قررت بعدها إحالة القضية إلى المحكمة الفرنسية بباريس ضد الموقع المعني، حيث سيتم بموجبها أول محاكمة في 22 ديسمبر القادم، لإيفاد كل الأدلة المتعلقة بالاتهامات المزعومة. وتابعت أنيسة بومدين أنها "تثق ثقة تامة في عدالة المحكمة الفرنسية وبنزاهة قوانينها، وستعمل على محاسبة من يسمون أنفسهم بصحفيين، وهي تعتبرهم مجرد مروّجين انتهازيين". وبلهجة ساخرة، ردت أرملة الرئيس "أنها ستكون ممتنة لصاحب المقال بل وسعيدة في نفس الوقت، إذا ابلغها بالمكان الحقيقي لممتلكات وأموال زوجها الراحل المخبئة، كي تتيح لها وأخيرا رغد العيش". وأشارت المتحدثة أنها ليست المرة الأولى التي دافعت فيها وحيدةً عن زوجها، في غياب أي مساعدة رسمية أو ممثل أو أيّ طرف، فقد سبق لها وأن انتصرت بحكم قضائي، ومن أول جلسة في 28 فيفري 1990، وبتعويض عن الأضرار، ضد ما أسمتها جريدة بن بلة أنذاك، التي أرادت "الانتقام من الرئيس الراحل هواري بومدين بالتلفيق والكذب"، على حدّ تعبيرها. وفي السياق، ذكرت أنيسة بومدين مستغربة بأنّ عديدا من التحقيقات كانت قد فتحت مباشرة بعد رحيل زوجها لأجل التحقيق فيما له من ممتلكات وما عليه، وتبين وقتها أمام الملأ وفي وضح النهار أنه غادر الدنيا وهو لا يزال ابن فلاح ولم يترك شيئا وحسابه في البنك كان شاغرا، حيث لم يملك سوى راتبه الشهري بمرتبة رئيس جمهورية، وهو نفس الحال بالنسبة لها أيضا، وعلقت على أنها منذ 39 عاما من وفاته، تقيم في شقة بالإيجار في باريس بما يتماشى مع معاش زوجها الشهري الذي تتلقاه من الجزائر، وأنها لا تملك عقارا يؤويها بالجزائر، حيث تستضيفها الدولة دائما في "فيلا" تابعة لرئاسة الجمهوريّة.