استجاب عدد من الأساتذة المتعاقدين، من حاملي شهادة الدكتوراه والماجستير والماستر، بجامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي، للوقفة الاحتجاجية السلمية، نهاية الأسبوع ، التي دعت لها التنسيقية الوطنية لحملة شهادة الماجستير والدكتوراه غير المعتمدة. وتأتي الوقفة التي شارك فيه هؤلاء الأساتذة، ضمن سلسلة من الوقفات التي قاموا بها في وقت سابق أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ليتم تنظيمها هذه المرة، ضمن وقفات جهوية وأخرى ولائية، أمام مختلف جامعات الوطن. وطالب هؤلاء الأساتذة المتعاقدين من حملة الماجستير والدكتوراه، حسب تصريحاتهم للشروق، بالإدماج المباشر، وتوظيفهم في مناصب دائمة التي يشغلونها، بالإضافة لإعادة النظر في طريقة فتح المناصب المالية، والعدد المخصص لذلك، كما لم يفوّت بعض المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، للتعريج على حالتهم الاجتماعية التي وصفوها بالبائسة والسيئة، لاسيما وأنهم يتقاضون مبالغ زهيدة بالنظر لما يقدّموه من مجهودات في تعليم وترسيخ منهج البحث العلمي لدى طلبتهم، حيث يتقاضى الحائز على شهادة دكتوراه 67 ألف سنتيم، والمتحصل على شهادة الماجستير 57 ألف للساعة الواحدة، فيما يتقاضى المُتحصل على شهادة ليسانس 27 ألف سنتيم للساعة الواحدة فقط، في حين أن الحد الأقصى لساعات التدريس لا تتجاوز 8 ساعات في الأسبوع، على حد قولهم، حتى وإن درس الأستاذ ساعات أكثر من ذلك، فإنه يتقاضى مرتبه على أساس 8 ساعات في الأسبوع فقط، بالإضافة لكون مرتباتهم لا يتحصّلون عليها إلا في السنة القادمة، أي بعد مرور عام دون الحصول على الأجر، وهو ما أزم من حالتهم الاجتماعية والتي أدت إلى تدهور حالتهم النفسية، حسب بعضهم، منهم، الأساتذة المتعاقدون البطالون ممن يعيلون أسرهم المتكوّنة من عدة أفراد. وفي تصريح أحد الأساتذة المتعاقدين للشروق، كشف بأنه على حافة الندم على مواصلة دراسته وتحصله على شهادة الدكتوراه، التي قال بأنها لم تضمن له العيش الكريم، من خلال التوظيف في منصب دائم في الجامعة، ولم تسمح له بالقيام بأعمال حرة خارج الجامعة، بسبب الضغوطات الاجتماعية، حيث أسر بأنه يشتغل ''كلونديستان'' حتى يُعيل أسرته، وفي نفس الوقت يحاول الاختباء عن طلبته الذين يعتبرونه مثالا وقدوة، فمن غير المعقول، حسبه، أن يشاهدوا قدوتهم يعمل ''فرودير''، فيما قال أستاذ آخر إنه أصبح يعيش هواجس توفير ثمن النقل إلى الجامعة، في حين أن الجامعة تشهد نقصا في عدد الأساتذة، وأن الدولة بإمكانها توظيفهم. وبخصوص الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد على غرار باقي دول العالم من جراء تهاوي أسعار البترول، أضاف أستاذ آخر، بأنه لا توجد أي أزمة، وأن الاقتصاد لا يعاني، ولن تكون حالنا أسوأ من دول الجوار التي تعرف اهتزازات أمنية، وهي مؤشرات على أن الجزائر بخير، وبإمكان الحكومة ووزارة التعليم العالي، أن تدمجانهم في مناصب دائمة، على حد تعبيرهم.