تمكنت عناصر الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بدائرة عين الملح بأقصى جنوبالمسيلة، وفي عملية وصفت بالنوعية من تفكيك شبكة دعم وإسناد تابعة لكتيبة المهاجرين التي تتخذ من جبل بوكحيل بعين الريش معقلا لها. الشبكة المفككة تتكون من 8 أفراد، 7 منهم أوقفوا فيما لا يزال الثامن في حالة فرار تتراوح أعمارهم بين 66 و26 سنة، كلهم من البدو الرحل بين رعاة وموالين كانوا يقومون بدعم كتيبة المهاجرين بعدة طرق منها مراقبة تحركات عناصر الدرك والجيش بعين الملح وعين الريش، شراء المؤن والألبسة والهواتف النقالة والشرائح الالكترونية، ولا يستبعد أن يكونوا يرعون قطعان أغنام للإرهابيين الذين سلبوها للرعاة. عملية التوقيف التي سبقتها 6 أشهر من التتبع والمراقبة المتواصلة لم تكن سهلة لكون أفراد المجموعة من البدو الرحل دائمي التنقل والترحال عبر ولايات بسكرةوالمسيلةوالجلفة، وهو ترحال كان أيضا بمثابة اتصال وتنسيق بين الإرهابيين المتواجدين بتراب الولايات الثلاث عن طريق أولئك البدو الذين كانوا ينقلون الأخبار والمعلومات ومكلفين بالاتصال بين الإرهابيين التابعين ل "كتيبة المهاجرين" ولكن حنكة وخبرة أفراد الكتيبة صنعت الفارق وأدت إلى تفكيك سلس لتلك الشبكة التي ألقي القبض على أفرادها بعين الملح وعين الريش. وأكد المصدر الذي أورد المعلومات ل "الشروق" أن كل أفراد الشبكة من أبناء منطقة عين الملح وعين الريش المتاخمة لجبل بوكحيل وأن من بين الموقوفين والد وشقيق الإرهابي الخطير "طيباوي مختار" إضافة إلى صديق طفولة لذات الإرهابي، والذين أكدوا كلهم أنهم التقوه في أكثر من مرة. وأكدت تحريات كتيبة الدرك أن أفراد كتيبة المهاجرين الإجرامية لا يزالون يتنقلون عبر جماعات صغيرة لا تتعدى 5 أفراد، عبر مسالك محدودة وفي مساحات ضيقة جدا نظرا للحصار المفروض عليها، وذكر المصدر أن عناصر الكتيبة قد لجأت إلى أسلوب التفجير عن بعد والقنابل وهو ما يعني حسب مصدر أمني أن أخصائي تفجير قد التحق بالتنظيم، بدليل تفجير قنبلة قبيل حوالي 15 يوما بمنطقة "مسعد" بولاية الجلفة والتي راح ضحيتها ضابط في الجيش، كما عثرت عناصر الدرك ببلدية عين الريش الأسبوع الماضي على قنبلة تم تفجيرها من طرف الأسلاك الأمنية، ويهدف التنظيم من اللجوء إلى أسلوب التفجير إلى محاولة عرقلة تحركات الأسلاك الأمنية عبر الشعاب والمسالك الريفية وتجنب المواجهة المباشرة معها وتسهيل فرار عناصرها إلى أماكن أخرى.