يؤكد المستشار في الرئاسة الصحراوية، الحسن الحريطاني، أن مشاركة القيادة الصحراوية في القمة الإفريقية الأوروبية التي تنطلق اليوم بالعاصمة أبيجان، تشكل انتصارا كبيرا للجمهورية الصحراوية، وأكد لحريطن في هذا الحوار مع الشروق، أن فرنسا حاولت إقصاء الصحراويين من القمة لكنها فشلت، وطالبها بضرورة الاعتذار من الصحراويين والمجتمع الدولي. ماذا تعني مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية في القمة الإفريقية الأوروبية بداية من اليوم في كوت ديفوار، بعد مناورات مغربية وفرنسية لإقصائكم؟ المشاركة تعني فشل كل المؤامرات الدولية والإقليمية التي تمت من بعض الأنظمة لإقصاء القيادة الصحراوية، ويعني ذلك أن الشرعية الدولية أقوى من المناورات الدولية التي أجهضت في مهدها. المشاركة مكسب أساسي، فالجمهورية الصحراوية يمثلها الرئيس إبراهيم غالي، حيث أن الجمهورية الصحراوية ستحتل مكانة دولية وستكون كل الأضواء مركزة على الوفد الصحراوي الذي ضمن الحضور كدولة مكتملة السيادة ومعترفا بها، المشاركة تعبر بوضوح عن انتصار للقضية الصحراوية ، وانتصار الشعب الصحراوي وأصدقائه ومناصريه الذين واكبوا كفاحه قبل أربعين سنة.
الجمهورية الصحراوية ستكون في دولة يعرف أنها "معادية" لكم، وهي تسير وفق المنظور الفرنسي والمغربي للقضية الصحراوية؟ نحن لا ننظر إلى هذه الجزئيات، ما يهمنا أن الدولة الصحراوية تجتاح الساحة، إن على الصعيد القاري أو الدولي، والمشاركة ومواصلة سلسلة الانتصارات التي نحققها، الرسالة التي يجب أن تُفهم من بعض الأطراف وخاصة أصدقاء المغرب كفرنسا ومن يتآمر بأوامر باريس، عليهم الاعتذار من الشعب الصحراوي، فقد فشلوا في تركيع الشعب الصحراوي، وفي شق الصف الإفريقي الذي أكد على مبادئه المناوئة للاستعمار ودفاعه عن أحقية الشعوب في التحرر وتقرير مصيرها.
رغم هذا النجاح، مازال المسار طويلا، فرنسا أكدت في زيارة وزيرها الأول للرباط على ضرورة أن يكون الحل في الصحراء بالحكم الذاتي، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي موغيريني قالت إن الاتحاد لا يعترف بالجمهورية الصحراوية؟ وجب التفريق بين مسألتين، الموقف الفرنسي معروف، باريس تدعم التوسع والعداون المغربي، أما عن موقف الاتحاد الأوروبي فهنالك نوع من الغموض يغذيه المغرب، موقف الاتحاد الأوروبي لا يتعلق بالجمهورية العربية الصحراوية، فليس هنالك دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بالجمهورية الصحراوية، لكن الدول الأوروبية تعترف بتمثيل الصحراويين من طرف جبهة البوليزاريو، وجبهة البوليزاريو متواجدة في كل أوروبا، كما أن الموقف الأوروبي الداعم لتقرير المصير هو نفسه ولم يتغير، لكن المغرب يحاول أن يجعل هذه القضية انتصارا له، وفي الحقيقة هو انتصار وهمي لا غير.
هل من الوارد حصول مناورات مغربية في القمة، كما حصل في قمم سابقة حضرتها القيادة الصحراوية؟ لقد تفطنا لبعض المؤامرات المغربية الداعية إلى التشويش على القمم التي نحضرها، هنالك إصرار مغربي على إحداث عقبات ومحاولات لإقصائنا، لكن لا أعتقد انه بعد الذي حصل في القمم السابقة التي جرت منذ انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي، انه سيحاول شق الاتحاد الإفريقي، فقد اثبت هذا الكيان أنه لحمة واحدة ومتشبث بتقاليده وأصالته وعراقته التي ترفض الاستعمار وتدعم التحرر.