أبدى رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، ارتياحه للنتائج التي حققها حزبه في الانتخابات المحلية الأخيرة. وإن اعتبر تلك النتائج مؤشرا على مدى انتشار الأحزاب التي شاركت فيها، إلا أنها لا تمثل، برأيه، المعيار الحقيقي لكل حزب، لأنه يعتقد أن أصوات الناخبين تعرضت للتلاعب من قبل الإدارة.وعبّر المرشح السابق للانتخابات الرئاسية عن استعداده للمشاركة في الحكومة المقبلة، غير أنه رهن ذلك بشروط، كما لم ينف إمكانية خوضه سباق الرئاسيات المقبلة، ورهن ذلك بما ستقرره مؤسسات الحزب التي سيفرزها المؤتمر المرتقب في غضون أقل من سنة. قال إنها تعتبر مؤشرا وليس دليلا على قوة أي حزب أرفض اعتبار نتائج جبهة المستقبل مفاجأة رفض رئيس حزب "جبهة المستقبل" عبد العزيز بلعيد، وصف الانجاز الذي حققه حزبه في الانتخابات المحلية الأخيرة ب"المفاجأة"، وأكد أن ما تحقق كان حصيلة عمل دؤوب امتد لسنوات، إن على مستوى الهيكلة أو الخطاب أو البرنامج السياسي، وحتى نوعية المناضلين. وقال بلعيد: "الكثير من المتابعين تفاجؤوا للنتائج التي حققتها جبهة المستقبل، لكنني أعتبر مثل هذا الكلام في غير محله، لأن حزبنا ومنذ تأسيسه أعتمد أسلوبا منهجيا في بنائه، إن تعلق الأمر بالهيكلة على مستوى كل بلدية، أو نوعية الإطارات وكذا البرنامج الذي جاء حصيلة نقاش حضره مختصين، وفي الأخير نوعية المترشحين الذين قدمهم حزبنا في الانتخابات المحلية وقبلها التشريعية، يضاف على كل ذلك الخطاب المعتدل والبناء". وعلى الرغم من الارتياح الذي أبداه بخصوص النتائج المحققة من قبل حزبه، إلا أن المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأخيرة، توقع أن تكون النتائج أفضل لو لم تطلها أيدي العابثين، وتابع: "نحن لم نكن متفاجئين، بالرغم من أن بعض مرشحي الحزب تعرضوا للظلم في بعض الولايات، بسبب التلاعب الذي طال أصوات الناخبين". ولاحظ بلعيد أن "الانتخابات الأخيرة لا يمكن اعتبارها معيارا للحكم على مدى انتشار أي حزب، وهو ما يحول دون بناء نظرة مستقبلية واضحة أو التخمين بشأن مستقبل جبهة المستقبل"، غير أنه استدرك ليؤكد بأن "الانتخابات في الجزائر تعطينا مؤشرات على توجهات الرأي العام، لكنها لا تعطينا صورة مدققة عن الخارطة السياسية الحقيقية". واستغرب المتحدث شكاوى بعض الأحزاب من التزوير، وقال: "البعض يتحدث عن أنهم ضحايا تزوير، لكنهم في الحقيقة هم من قام به"، في إشارة إلى حزب جبهة التحرير الوطني الديمقراطي والتجمع الوطني الديمقراطي.. وأوضح: "كانت فيه تقنيات في كيفية التلاعب بأصوات الشعب، وأنا اعتبر ذلك احتقار للشعب.. كانت هناك قرارات. ونحن لدينا محاضر حقيقية تم استبدالها بالقوة.. الإدارة فقدت الذكاء في التعامل السياسي، والظلم الذي عم لم يحس به الأحزاب فقط، وإنما امتد إلى الأفراد، وهنا يكمن الخطر".
رئيس حزب جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز "لن نكون أرنب سباق في رئاسيات 2019" رفض رئيس حزب جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز، وصف مرشحه في حال خوضه معترك الانتخابات الرئاسية المقبلة ب"أرنب السباق"، وأكد أن حزبه قائم بذاته وأفكاره، وهو يسعى للوصول إلى السلطة مثله مثل أي حزب آخر طموح. وقال بلعيد لدى نزوله ضيفا على منتدى يومية "الشروق" إن قرار الترشح للرئاسيات سيحسم خلال انعقاد مؤتمر الحزب بعد 8 أشهر، لافتا: "لسنا جمعية خيرية ولا جمعية مساندة، ولا ديكور حتى يطلق علينا تسمية أرانب سباق الرئاسيات". وأكد مرشح الرئاسيات السابق أن "جبهة المستقبل لها طموح وهي تأسست من أجل الوصول إلى السلطة، وليس مجرد ديكور ضمن المشهد السياسي"، وتابع: "الصورة المرسومة لدى الجزائريين بأن الإدارة لها مرشح معين وستلجأ للتزوير ولتغطية ذلك، تقدم مرشحين كديكور لإيهام الناخبين بأن العملية ديمقراطية، لكن نحن لسنا أرانب ولا نوفر غطاء لأحد". وأضاف بلعيد أن حزبه سينتهج كل الطرق القانونية والأخلاقية لتحقيق أهدافه السياسية، بعد ما كان قد بنى قاعدة شعبية وهذا بأفكاره وخطابه السياسي المعتدل، وأوضح بلعيد أن جبهة المستقبل تنتهج طريقة النقد البناء والموضوعي لتشريح الوضع، لأن المعارضة -حسبه- هي معارضة الأفكار والبرامج وليس معارضة الأشخاص، معتقدا: "المعارضة هي ضمير السلطة وتكملة لها وليست عدوا"، فيما وصف خطاب السلطة بأنه "عدائي تجاه المعارضة".
لأن مرجعيتها مقدسة عند الجزائريين "الأحزاب الإسلامية تعرضت لهزات.. لكنها لم تمت" اعتبر رئيس حزب جبهة المستقبل، أن تراجع الأحزاب الإسلامية في الانتخابات الأخيرة مجرد كبوة، وبأن ذلك نتيجة حتمية لتراجع ذات التيار في العالم، لأن القوى العالمية ترفض التيار الإسلامي ولا تسمح له الظهور بقوة، ولذلك يصرون على ربط الإسلام بالإرهاب، كما قال. وقال بلعيد: "فيما عدا دولة تركيا التي نجح فيها التيار الإسلامي بسبب الذكاء السياسي الذي تعامل به حزب الحرية والعدالة، وفصله الدين عن الدولة وتطويره للخطاب السياسي". وقدّر "ضيف المنتدى" بأن تراجع الأحزاب الإسلامية في الجزائر هو امتداد لتراجع نظيراتها في الدول العربية، وقال: "لقد فشلت الأحزاب الإسلامية في دول عربية شقيقة، كما تراجعت في الجزائر، لأن خطابها وأفكارها لم يتطور ولم يتجدد". غير أنه رفض بالمقابل الطرح القائل بأن زمن الإسلام السياسي قد ولى: "التيار الإسلامي تعرض لهزات في العالم وليس فقط في الجزائر، لديه هزات ارتدادية قد يصعد أحيانا أو يتراجع أحيانا أخرى لكنه لن يزول"، وأردف "مرجعية التيار الإسلامي مبنية على شيء مقدس وهو الدين"، مشيرا إلى أن "الدين الإسلامي قاسم مشترك لكل الشعب الجزائري، ويجب إبعاده عن الصراعات الإيديولوجية". ولاحظ أن مشكل التيارات الإسلامية يكمن في عدم تمكنهم من المزج بين أفكارهم والعمل السياسي، فضلا عن تطوير خطابهم السياسي بما يتماشى والنظرة المستقبلية لتطوير الجزائر والنهوض بها في كل المجالات. وفي سياق متصل، أكد الرجل الأول في جبهة المستقبل أنه يتوجب على الأحزاب الإسلامية الابتعاد عن الخطاب المتطرف، لأن ذلك ينعكس عليها سلبا، خاصة أن "الشعب حاليا ذكي بما فيه الكفاية وليس نفسه الذي كان في السبعينيات أو الثمانينات، كما أن السياسة نفسها تطورت"، ليقول "كل التيارات تتكلم باسم الإسلام والدين، لكن ممارستها منافية لذلك"، وهو شيء يضر بها وبصورتها، خاصة لدى الشباب.
في إشارة إلى جبهة التحرير والتجمع الديمقراطي حديث أحزاب الموالاة عن التزوير أمر "مضحك" انتقد رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، حجم التزوير الذي شهدته الانتخابات المحلية، الذي وصفه بالمفضوح، ووضع الإدارة في المواجهة بعد أن تحدث عن تورط أعوانها في "حشو الصناديق" وتحويل الأصوات. وقال بلعيد خلال نزوله ضيفا على فوروم جريدة "الشروق"، إن "التزوير في الانتخابات المحلية أخذ أبعادا خطيرة، وبات التخطيط له على المستوى المركزي". واستند إلى خرجات الولاة ورؤساء الدوائر عشية المواعيد الانتخابية لتوجيه أصوات الناخبين لصالح أحزاب معينة، مشيرا إلى أن اللعب بالأصوات بات بشكل مفضوح وأمام مرأى ومسمع الجميع. ويرى رئيس جبهة المستقبل أن هذا التزوير خلف حالة من الاحتقار والظلم ليس فقط للطبقة السياسة بل وصل إلى الأفراد، وهو مؤشر من مؤشرات الاحتجاجات التي شهدتها عدة ولايات بسبب وقوفهم على التزوير أو عدم وصول من انتخبوا عليهم إلى المجالس الشعبية البلدية والولائية. وحذر ضيف "الشروق" من انعكاس هذه الممارسات على مستقبل البلاد، لأنها مست عمق الممارسة السياسية، كما من شأنها أن تفاقم من فجوة عدم الثقة بين الإدارة والطبقة السياسية وحتى على أفراد المجتمع الذين فقدوا الأمل، مشيرا: "وهذا ما يجعلنا نخاف على الجزائر والسنوات القادمة". وفي تعليقه على شكاوى أحزاب الموالاة في مقدمتها الأرندي والأفلان من التزوير، وصف بلعيد ذلك بالأمر المضحك، وتضليل للرأي العام ليس إلا، معتبرا "الذي ظهر في الانتخابات المحلية أمر متطور جدا وتم عن طريق قرارات مركزية"، على خلاف السابق، حيث كان التزوير يتم من خلف الستار.
شكك في مصداقية أقواله: "دربال غير مقتنع بما يُصرح به" هاجم عبد العزيز بلعيد بشدة الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات التي يرأسها عبد الوهاب دربال، ووصفها بأنها صورة للاستهلاك الإعلامي الدولي أكثر من الداخلي. ولفت المتحدث إلى أن "هيئة دربال تحتاج إلى من يتضامن معها، لأنها دون صلاحيات كما ليس لها الإمكانيات المادية ولا البشرية لمراقبة عملية انتخابية". وبخصوص كلام دربال حول عدم وجود أدلة على التزوير في الانتخابات المحلية وقوله إن شكاوى الأحزاب السياسية مجرد كلام فارغ، رد بلعيد: "حقيقة، أتعجب لأمر عبد الوهاب دربال، وأنا متأكد من أنه غير مقتنع بما يقوله". وتابع: "كيف لا يوجد تزوير وهو سبق له أن تعرض له عندما كان في حركة النهضة.. حيث تعرض للظلم والاحتقار وهو الأمر الذي صرح به". ويرى المتحصل على المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، أن رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات عبد الوهاب دربال، يحاول فقط تبرير موقفه وتصريحاته أمام الرأي العام، وقال: "نتأسف لذلك لأنه من يخاف الله وهو متأكد من أن التزوير موجود ويقول غير ذلك، فالتاريخ سيسجل عليه.. فمستقبل الأجيال القادمة واستقرار الجزائر فوق كل اعتبار".
رفض الانخراط في التأويلات مصافحة أويحيى لملك المغرب "أمر عادي" وصف رئيس جبهة المستقبل مصافحة الوزير الأول أحمد أويحيى، للملك المغربي محمد السادس في القمة الأوروبية الإفريقية في كوت ديفوار، بالأمر العادي لأن البلدين، كما قال، ليسا أعداء وتربطهما علاقات ثقافية واجتماعية وسياسية وجوار. وأضاف بلعيد أن المشكل الوحيد بين الرباطوالجزائر، يكمن في ما تحاول المغرب الترويج له بأن الجزائر طرف في نزاع الصحراء الغربية، وهو الأمر الذي يتطور في بعض الأحيان ليظهر على شكل تصريحات تصعيدية وتراشق. وذكّر ضيف "الشروق" بموقف الجزائر الثابت في حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وقال في هذا السياق: "الشعب الصحراوي لجأ إلى الجزائر وطلب المساعدة، والجزائر لا يمكنها التنكر لهذه القضية، وهي التي عانت من ويلات الاستعمار الفرنسي لأكثر من قرن". أما بخصوص موقفه من فتح الحدود، فيرى بلعيد أن العلاقات الدولية تحكمها المصالح، غير أنه ترك صلاحية التقدير للسلطات المخولة باعتبارها على دراية بأمور قد أجهلها، في رسم العلاقات بين البلدين.
نريد أن تكون لنا بصمة مستعدون لدخول الحكومة.. بشروط أبدى رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، استعداده للمشاركة في الحكومة المقبلة مقابل شروط، قال إنه يتعين تحققها، معتبرا "المشاركة في الحكومة ليست بالأمر الهين، وإنما خارطة طريق وبرنامج يتم الاتفاق عليه مسبقا". وقال بلعيد، خلال نزوله على فوروم جريدة "الشروق اليومي"، "إن جبهة المستقبل ليست جمعية خيرية وإنما حزب سياسي يحرص مؤسسوه على تحقيق أهداف وإضافة في المشهد السياسي"، مشيرا إلى أن "المشاركة في الحكومة ليست دعوة على عشاء كما يعتقد البعض، وبالنسبة إلينا، في حال وجهت إلينا الدعوة فسيكون لنا حديث ومواقف"، وتابع: "لسنا طالبي وظائف، ومن يُرِدْ أن يقدم لنا عروضا للمشاركة في الحكومة فيتعين عليه عرض مشروعه للنقاش معنا، ونحن بعدها سنقرر، لأننا نعتبر أنفسنا شركاء ولسنا موظفين، ونحرص على إضافة لمستنا".
قال إن الديمقراطية أقوال وممارسات الديمقراطيون تراجعوا لعدم تطوير خطابهم أكد رئيس حزب جبة المستقبل أن الخارطة السياسية في الجزائر تغيرت في الآونة الأخيرة وألقت بظلالها على الأحزاب الديمقراطية، التي تراجعت في المشهد السياسي لعدم تطويرها لأفكارها وخطابها السياسي. واعتبر بلعيد أن الديمقراطية ليست كلمات فقط، بل هي ممارسة وثقافة، وقال: "الديمقراطية تعني التداول على السلطة، لكن جل الأحزاب المحسوبة على الديمقراطيين لم نر فيها ذلك"، وواصل كلامه "كيف تتكلم بالديمقراطية وممارساتك ومعاملاتك غير ذلك"، لافتا إلى أن التكوين السياسي في الجزائر يفتقد للمعايير والأخلاق، مستدلا بالأحزاب التي تم إنشاؤها بناء على بيان أول نوفمبر وتاريخ الثورة، لكنهم استغلوها بدون روح ولا تقييم ولم يتم حتى صيانتها مع مرور الزمن، حتى تتكيف مع العصر ومتطلباته، وهو ما كان وراء تراجع شعبيتها، ومضى يقول: "التعددية منحت الضوء الأخضر لتأسيس أحزاب، كل باسم معين وإيديولوجية ما، لكن في الأخير، كثير من الأحزاب دون روح ولا أخلاق في زمن أصبحت السياسية تباع وتشترى".