تراجع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الثلاثاء، رسمياً عن استقالته وقال إن كل أعضاء الحكومة وافقوا على النأي بالنفس عن الصراعات في الدول العربية، كما أوردت وكالة رويترز للأنباء. وكان الحريري أعلن استقالته في تسجيل تلفزيوني من السعودية الشهر الماضي، لكنه قال فيما بعد إنه قد يسحبها إذا وافقت جميع الأحزاب الممثلة في الحكومة اللبنانية على سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية. وقالت الحكومة اللبنانية في بيان تلاه الحريري "يشكر مجلس الوزراء رئيسه (الحريري) على موقفه وعودته عن الاستقالة". وأضاف أن المجلس قرر "التزام الحكومة اللبنانية بكل مكوناتها النأي بنفسها عن أي نزاعات أو صراعات أو حروب وعن الشؤون الداخلية للدول العربية حفاظاً على علاقات لبنان السياسية والاقتصادية مع أشقائه العرب". وكانت استقالته قد وضعت لبنان في صدارة صراع إقليمي بين الرياض ومنافستها الإقليمية الرئيسية إيران. وقال مسؤولون لبنانيون، إن السعودية أجبرت الحريري، حليفها منذ فترة طويلة، على الاستقالة واحتجزته على غير إرادته حتى تدخلت فرنسا لإعادته إلى لبنان. وتنفي السعودية ذلك. وتدعم إيران جماعة حزب الله الشيعية المشاركة في الحكومة اللبنانية والتي تتهمها السعودية بزرع الفتن في العالم العربي بدعم من طهران. واجتماع مجلس الوزراء، الثلاثاء، الذي أقر فيه البيان، هو أول اجتماع يحضره الحريري منذ إعلانه استقالته التي أدخلت البلاد في أزمة سياسية.