ميزت سنة 2017 ولاية غرداية بمختلف الأحداث والنتائج في شتى القطاعات، فشكّلت تميزا ينطبع عليها، مقارنة بسنوات سابقة، ويتطلع المواطن لما هو أحسن خلال سنة 2018. عرف الجانب الأمني بولاية غرداية طيلة 2017 استقرارا تاما بفضل بسط مختلف القوات الأمنية وحفظ النظام سيطرتها على إقليم الولاية، كما تم تمديد قرار منع التجمعات والمسيرات مرتين إلى نهاية العام، إلى جانب إطلاق عشرات المسجونين والمتهمين بالتورط في أحداث العنف الأخيرة، والكثير منهم استفاد من أحكام البراءة. وأبرز ما ميز الساحة السياسية اجتياح القوائم الحرة على مقاعد المجلس الشعبي الوطني، والمجالس المحلية، بفوزها في الانتخابات التشريعية والمحلية على الأحزاب السياسية التي شهدت تقدّم حزب جبهة المستقبل، وتراجع التيار الإسلامي، وكذا فوز رئيس المجلس الشعبي الولائي عمر دادي عدون لعهدة ثانية ومتتالية. وأما في الشأن الفلاحي فقد أضحت غرداية رائدة في إنتاج العلف وطنيا بقدرة بلغت مليون و200 ألف قنطار، سجلت في 2017، كما حققت أيضا نتائج مبهرة في مختلف الشعب، حيث أنتجت 575 ألف قنطار من التمور، و66 ألف قنطار من الحمضيات، و124 ألف قنطار من البصل، إلا أن شعبة الحليب تراجعت قيمة إنتاجها مع الأشهر الأخيرة من السنة الفارطة، بسبب تخبط المنتجين في مشاكل عدة، تنتظر تدخل الدولة لإيجاد حلول تشجع وتدعم منتجي الحليب. كما تم تطهير العقار الفلاحي لمساحة وصلت 20 ألف هكتار تم استعادتها، وسيتم توزيعها السنة الجديدة. وعلى الصعيد الصناعي، فقد قامت الدولة بتدعيم مناطق النشاط الصناعي ب 400 هكتار، أي نصف المساحة المستغلة، مع استحداث مناطق جديدة من أهمها واد نشو، المداغ، واد لروي، متليلي الجديدة، وتوسعة منطقتي بنورة والقرارة، ورفع التجميد عن منطقتي حاسي لفحل وحاسي القارة، وإعطاء فرصة أكبر للمستثمرين من أجل المساهمة في رفع وتيرة الإنتاج الصناعي بمختلف أنواعها. وفيما يخص السكن، لم تعرف سنة 2017 توزيع مشاريع السكنات على المواطنين، رغم ارتفاع الطلبات عليها باستمرار، بل تماطل الجهات المسؤولة في إشهار قوائم المستفيدين من السكنات، ما حرك الشارع في بعض البلديات على غرار حاسي لفحل، الأمر الذي ينتظر من السلطات المحلية الإعلان عن المستفيدين من السكن مطلع سنة 2018، لنحو 500 سكن قيد الإنجاز، ولكن القطب الحضري 6000 سكن ريفي بالولاية المنتدبة المنيعة يشكل الاستثناء.
.. الاحتجاجات في قطاع التربية تميز المشهد العام ولا زالت سلسلة الاحتجاجات ترصّع مشهد قطاع التربية والتعليم في غرداية، حيث تطالب النقابات بالإفراج عن المخلفات المالية، وبالمقابل مدير التربية يؤكد في كل مرة حرصه على تسليمها، إلا أن العام انتهى بالمقاطعة الإدارية للأساتذة واستيائهم من السياسة التي تنتهجها مديرية التربية، ما ينذر بارتفاع حدتها بدخول السنة الجديدة، كما عرف القطاع في 2017 تأخر عمليات ترميم المؤسسات التربوية وتوسيع الأقسام في الفترة الصيفية، حيث تحوّلت إلى مشاريع للبناء تهدد سلامة التلاميذ، مع تقديم وجبات باردة في عز الشتاء ببعض البلديات. بالإضافة إلى تصدر المؤسسات الخاصة للترتيب في نتائج الشهادات الرسمية لكافة الأطوار. أما ما يتعلق بالتعليم العالي والبحث العلمي، فقد حققت جامعة غرداية قفزة نوعية في إضافة تخصصات جامعية جديدة، لاسيما تخصص الطاقات المتجددة، الذي يعد الوحيد وطنيا. مع نهاية سنة 2017 عيّن مدير جديد على رأس مديرية الثقافة بغرداية، إذ عرف القطاع طيلة السنة نشاطا محدودا من خلال تنشيط بعض المناسبات الدينية والوطنية، وأبرزها احتضان الذكرى الأربعين لرحيل شاعر الثورة مفدي زكريا، بحضور وزير الثقافة، فالمدير الجديد ينتظره الكثير لإنعاش قطاعه في ولاية ثرية حضرتها وثقافتها، بفعل الحس الثقافي والفني للمجتمع المدني، المساهم في تنشيط الساحة الثقافية بمختلف الأنشطة. ومن أبرز ما ميّز أيضا سنة 2017 بغرداية ارتفاع محسوس في حوادث المرور المميتة، خاصة على مستوى طريق حاسي لفحل، ما جعل إنجاز مشروع ازدواجية الطريق ضرورة ملحة. وقد عرفت أشغال ازدواجية الطريق الوطني رقم 1 بين بريان والأغواط تأخرا كبيرا في الإنجاز، وبالمقابل استفادت الولاية من دعم الدولة لطريقين محوليين مهمين، الأول على مستوى واد نشو، والثاني ببلدية القرارة المؤدي إلى الجنوب الشرقي من الوطن، وتبقى الكثير من النقاط السوداء لبعض الطرقات تنتظر تدخل الدولة، فيما تعرف محطة النقل الجديدة تقدما ملحوظا في وتيرة الإنجار. وبرزت عدة مشاكل بيئية خلال سنة 2017 أثارت مخاوف المواطن في غرداية، ولا سيما مشروع مياه الصرف الصحي الرابط بين الضاية بن ضحوة وبين العطف مرورا بغرداية وبنورة، إلى جانب المستنقع المائي المتجمع بمجرى وادي مزاب، الكائن أسفل قصر مليكة، والذي تسبب في انتشار مثير للبعوض، وعلاوة على هذا غرقت الكثير من الأحياء والشوارع في الأوساخ والقمامات، ما دفع ببعض المتطوعين لتنظيم حملات نظافة لتنقية المحيط.
.. تقدم في قطاع الصحة وتوفر الأخصائيين عرفت الصحة تقدما في تقديم الخدمات الطبية، من خلال توفير الأطباء الأخصائيين، والقيام بتوأمة مع مستشفيات الشمال لإجراء عمليات جراحية متخصصة، إلا أن مشاريع المرافق الصحية تعرف تأخرا في الإنجاز على غرار مستشفى 240 سرير ببنورة، ومستشفى 120 سرير بالقرارة. ويتطلع المواطنون مع بداية سنة 2018 إلى تحسين الخدمات العمومية في شتى القطاعات، لاسيما المجالات المرتبطة بيومياتهم، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة الراهنة، كما تبقى مفاجآت السنة الجديدة مفتوحة الأفق.