كلّما ارتفعت أمواج البحر أكثر، وازداد هيجان البحر بفعل سوء الأحوال الجوية، تلفظ الشواطئ وموانئ الصيد بالجزائر، مزيدا من ضحايا الهجرة غير الشرعية، ويستقبل الجزائريون أسماء أخرى تضاف لقائمة ضحايا الحرقة. استقبلت شواطئ بومرداس، نهار أمس الجمعة، جثّة حراق على درجة متقدمة من التعفن، لفظتها أمواج البحر، في صورة مرعبة وقاسية ومؤلمة، وقبلها بأسبوع واحد كانت شواطئ بن عزوز شرق سكيكدة، قد استقبلت جثة حراق تجهل هويته لحدّ الساعة، ومنذ مطلع العام الجاري، علقت جثتا حرّاقين بشباك الصيادين بكلّ من تيبازة ومستغانم، وظهرت جثة حراق بشاطئ معزول في ولاية بجاية. في خلال العام الماضي، أحصت مصادر غير رسمية، ظهور نحو 30 جثة لحراقة لفظتهم أمواج البحر، عبر مختلف السواحل على طول الشريط الساحلي للجزائر، بينما سجلّ فقدان العشرات من الحراقة، من شباب تتراوح أعمارهم ما بين 16 و ... عاما، قضوا في عرض البحر وهم يحاولون بلوغ الضفة الأخرى من المتوسط، هربا من حالة الفقر والضياع التي يعيشونها في البلاد. لم تعد الصور والفيديوهات التي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي، تحرّك ساكنا لدى الشارع أو لدى السلطات الوصيّة، وكأنّ الأمر لا يهمّ أحدا، وكأنّ الأمر لا يتعلّق بقدر محتوم ومصير مؤلم للعشرات والمئات من الشباب الذين أجبرتهم الظروف القاسية والبطالة الخانقة على ركوب قوارب الموت، نحو كلّ من ايطاليا واسبانيا، ويبدو أن القادم سيكون أسوأ على خلفية حزمة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في قانون المالية 2018، والذي سيزيد من مظاهر الغبن والحرمان والفقر والبطالة، والتي ستدفع بالمزيد من الشباب نحو ركوب المزيد من قوارب الموت حتى ولو كان كذلك سيؤدي لهلاكهم.