أصدر مؤخرا الدكتور محمد زرمان من جامعة باتنة كتابا جديدا "الهوية والمواطنة وهواجس العولمة"، وذلك عن مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع بالأردن، وهو الكتاب الذي يطرح فيه قضية الهوية والمواطنة في معالجة العولمة، ويعالجها من باب التأكيد على ضرورة التفاعل الايجابي مع هذه الظاهرة، على أساس أن تحدي العولمة حسب قوله واقع مفروض لا مفر منه. أكد الدكتور محمد رزمان ل"الشروق" أن الجميع مُطَالَب اليوم، في هذا الزمن العولمي المتسارع بالتفكير الجدّي لإعطاء مزيد من العناية والاهتمام لقضيتي الهوية والمواطنة، ومحاولة وضع البرامج ورسم الاستراتيجيات الكفيلة لتفعيل دورهما في مواجهة ضغوطات العولمة، وضرورة الانتقال من البرامج الارتجالية العشوائية إلى المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي تضمن لنا حسن الإنجاز وفعالية الأداء، وقال محدثنا بأن كتابه الجديد يطرح قضية الهوية والمواطنة في مواجهة هواجس العولمة، ويعالجها من باب التأكيد على ضرورة التفاعل الإيجابي مع هذه الظاهرة، والانخراط بقوة في تيارها الهادر، على أساس أن تحدي العولمة واقع مفروض لا مفر منه، فالأولى بنا حسب الدكتور محمد زرمان أن نتفاعل معه تفاعلا حيا بملء إرادتنا خير لنا من أن ننفعل به رغما عنا، وهذا يدفعنا إلى التفكير الجدي في البحث عن الآليات والوسائل الكفيلة بذلك، ويبقى الخيار الثقافي أهم استراتيجية يمكن الاعتماد عليها في هذه المواجهة المحتومة على الرغم من خطورة الجوانب الأخرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقد جاء كتاب "الهوية والمواطنة وهاجس العولمة" في فصلين، حيث تناول الفصل الأول جملة من المسائل المتعلقة بجدل الهوية والعولمة، مع محاولة تقديم استراتيجية لتفعيل دور الهوية في ظل العولمة، أما الفصل الثاني فقد خصصناه للحديث عن دور المؤسسات التعليمية في جميع مستوياتها في تعزيز قيم المواطنة والانتماء، باعتبارها اللُّحمة التي تضم أبناء الوطن وتحميهم من غوائل التشرذم والتشظي في زمن العولمة، ومما لا شك فيه أن التعليم يُعَدّ من أنجح الاستراتيجيات التي أثبتت جدارتها عبر التاريخ في ترسيخ قيم المواطنة على الرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها كثير من المجتمعات. واعتبر الدكتور محمد زرمان بأن هذا الكتاب محاولة متواضعة للتنبيه لأهمية الموضوع المطروح، والذي يعدّ من الأولويات المهمة التي تستدعي حسب قوله تجنيد جميع القطاعات الحيوية في المجتمع، وبخاصة في عصر السماوات المفتوحة التي أسقطت حصانات الدول واخترقت المناعة الحضارية للإنسان، وضربت بقوة في أعماق كيانه الثقافي، وأصبحت لها يد طويلة في تشكيل عقليته وتوجيه اختياراته.