يعتبر الحصول على ورقة نقدية مزوّرة هاجسا، إن لم يكن يخوّف الأشخاص العاديين، فهو يرعب تجار الجملة، ممن قد تكبّهم تجربة كهذه خسائر ينوء بها ميزانهم التجاري، وأمام إحصاءات الدرك الوطني، فإن الاعتماد على التمحيص اليدوي لهذه الوراق لم يعد ضمانا بالنسبة للكثيرين، ليكون "القلم السحري" حلا عمليا يوقف العملة المزوّرة في أولى دورتها في السوق. حجزت مصالح الدرك الوطني 4736 ورقة نقدية مزوّرة في السداسي الأول لهذه السنة، منها 2990 ورقة من قيمة 200دج، حيث عالجت من خلالها أعوان الدرك عبر الوطن61 قضية، أوقف من خلالها 123 شخص. وقد عرفت العملية ارتفاعا في السنة الحالية مقارنة مع السداسي الأول للسنة الماضية، حيث عولجت في السنة الماضية 55 قضية، اقتيد فيها89 شخصا، وحجزت فيها 1905 ورقة نقدية من بينها 1443 ورقة بقيمة 1000دج. وذكر العقيد أيوب أن أغلب القضايا التي عالجتها مصالح الدرك، تمت من خلال استقاء معلومات تفيد بأن هناك أوراقا نقدية مزوّرة. وذكر ممثل قيادة الدرك الوطني أن اغلب العمليات التي يتم فيها تمرير العملة المزوّة، في الأسواق الجماعية التي تباع فيها السلع ذات القيمة المالية الكبيرة، بحيث يتسنى للمزوّر أن يضع تلك الأوراق المزوّرة بين الأوراق الأصلية، ولا يمكن للبائع أن ينتبه إليها. وعن كيفية التمييز لهذه الأوراق من غيرها، أكد محدثنا أن لمس نوعية الورق يمكن أن تفسر ما إذا كانت الورقة النقدية مزوّرة أم أصلية، وكذا الخط الفضي الذي يكون على جانبي ورقتي 500 و1000 دج، ليبقى الخطر يحدق ببقية الأوراق، والتي لا تثبت أصليتها إلا نوعية الورق المستخدم. وعن الآليات التي تستخدمها قيادة الدرك الوطني لتمحيص الأوراق الأصلية من غيرها، ذكر محدّثنا أن هناك أجهزة مسح كثيرة تخوّل العاملين عليها التمييز واستخراج العملة المزوّرة، ناهيك عن المخبر الموجود على مستوى بوشاوي. وقد شرع تاجر جزائري منذ سبعة أشهر في استيراد قلم يسمح لمستخدمه باختبار الورقة النقدية إن كانت مزوّرة أم لا، ولهذا"القلم السحري" القدرة على اختبار 6 آلاف ورقة نقدية قبل انتهاء مدة صلاحيته. وتتمثل فاعليته في رسم اللون الرمادي على الورقة النقدية المزوّة، وأن لا يترك أثرا أبدا على الأوراق الأصلية، وتم تسويق27 ألف قلم خلال هذه الفترة، حسبما أعلن عنه المستورد في لقاء مع "الشروق"، وتتراوح أسعار هذه الأقلام في البيع الأول بين 450 دج إلى 550 دج. ويعتبر التجار من الزبائن الأوائل لدى هذا المتعامل، نظرا لأنها الشريحة الأكثر تعاملا مع النقود وتخشى الوقوع ضحية لعصابات التزوير، وتبقى هذه التقنية آلية متاحة وغير مكلّفة للتجار مقارنة مع أجهزة المسح المتخصصة التي تحوز عليها البنوك ومراكز البريد. ويعتبر الحبر الذي يطلقه هذا القلم، مربط الفرس فيه، فهو حبر أمريكي، ويصنّع القلم في ايطاليا التي لها باع في إنتاج هذا النوع من الأقلام، خاصة وأنها بلد معروف بنشاط العصابات وعلى رأسها عصابات التزوير.