صورة الشروق الهجوم على المسجد تم بحضور رئيس البلدية ونائب برلماني وابن شخصية سياسية معروفة تجددت الفتنة بين أعضاء لجنة قرية أغريب الموازية وأعضاء الجمعية الدينية، إثر هجوم على المسجد الجارية أشغال بنائه في وسط القرية، استعملت فيه الأحجار وقذائف المولوتوف وزجاجات الخمر الفارغة وحتى العصي الحديدية، ونفّذته مجموعة شباب من القرية بقيادة أعضاء من لجنة القرية ونائب برلماني وابن شخصية سياسية معروفة بالقرية، وفي مشاهد درامية حضرها رئيس بلدية أغريب عن آخرها وشاركت فيها حتى جرافة مصالح البلدية، اشتبكت أيدي أبناء القرية الواحدة على مدار أزيد من ساعتين، وتقاذفوا بالأحجار وزجاجات خمر فارغة وأخرى حارقة، وأصيب جراء ذلك ما يزيد عن 25 فردا من الطرفين بجروح بدرجات متفاوتة من الخطورة، وتحطّمت أجزاء معتبرة من أعمدة وبناية المسجد تقريبا بصفة كلية وكمية معتبرة من مواد البناء. * هذه الأحداث المأسوية تحدث بقرية أغريب للمرة الثالثة، وكانت هذه الأخيرة الأثقل من حيث حصيلة الجرحى والخسائر المخلّفة، وحسب ما تحصّلنا عليه من مصادر متطابقة من عين المكان، فقد أقدمت مجموعة شباب متعصّبين من القرية في حدود الخامسة والنصف بعد عصر أول أمس الثلاثاء، وبقيادة شخصيات سياسية محلية وأخرى برلمانية جد معروفة بالقرية والمنطقة، على تنفيذ هجوم بقارورات خمر فارغة وأخرى حارقة وأحجار وعصي خشبية وأخرى حديدية على المسجد السائرة أشغال بنائه من طرف الجمعية الدينية بوسط القرية، وأكّدت مصادرنا أن هذا الهجوم كان مخطّطا له من طرف بعض عناصر لجنة القرية الموازية والذين قاموا بتعبئة ما يزيد عن 150 قارورة خمر بالبنزين يوما قبل الهجوم أي أمسية يوم الاثنين، في حين قام الأعضاء الآخرون بالإعلان عن موعد اجتماع لأمسية أول أمس في مسجد المقبرة في حدود الخامسة والنصف مساء، وأضافت مصادرنا أنه وعلى غير العادة تم أمسية أول أمس استقدام جرافة البلدية خصيصا إلى عين المكان وتم ركنها بالقرب من المسجد المستهدف، ومباشرة بعد أقل من ربع ساعة من توقيت الاجتماع المزعوم انقضّت مجموعة من شباب القرية يقودهم نائب برلماني وابن شخصية سياسية معروفة بالقرية وبعض من أعضاء اللجنة الموازية، ونفّذوا هجومهم بالزجاجات الفارغة والحارقة على عناصر الجمعية الدينية والذين كانوا بعين المكان بمعية أشخاص آخرين من القرية وبصدد استكمال بناء بعض الأجزاء من بناية المسجد، وتحوّلت القرية إلى مسرح لمشاهد مأساوية من كر وفرّ وتشابك بالأيدي وتقاذف بالزجاجات والأحجار، وتواصلت هذه الصور والمشاهد الأليمة على مدار ما يزيد عن ساعتين من الزمن وتسبّبت في إصابة ما يزيد عن 25 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة من الطرفين، في حين تم تحطيم بناية وأعمدة المسجد تقريبا عن آخرها وأتلفت كمية معتبرة من مواد البناء والمعدات التابعة للمسجد. * * قاضي التحقيق يستدعي كل الأطراف ويحقق في الحادثة * جدير بنا أن نذكر بأمر الصراع القائم بين أعضاء لجنة قرية أغريب الموازية وأعضاء الجمعية الدينية الذي يتواصل منذ ما يزيد عن 4 سنوات، وهو صراع في الأصل عقائدي وسياسي بين جهة تريد أن تبني مسجدا مطابقا لجميع معايير المساجد بوسط القرية، وبين جهة أخرى تدّعي الديمقراطية وتتغنى بمبدأ فصل الدين عن الدولة، ترفض أمر بناء هذا المسجد وتتمسّك بإعادة ترميم مسجد قديم بني على قبور الموتى داخل مقبرة القرية، القضية أخذت أبعادا أخرى وصلت بعضها إلى حد تدخّل أطراف سياسية ثقيلة بالمنطقة وحوّلت القضية إلى صراع بين الإسلام العقائدي والإسلام الوراثي، وحسب ما أوردته لنا مصادر متطابقة، فقد فتح قاضي التحقيق لدى محكمة عزازڤة بحر الشهر المنصرم تحقيقا في القضية، وقام باستدعاء أعضاء الجمعية الدينية كطرف مدني لسماعهم، كما قام أيضا باستدعاء عدة أفراد من لجنة القرية الموازية وبعض الأشخاص من القرية الذين شاركوا في عملية الحرق والتخريب التي طالت بناية ومعدات المسجد.