لقي أجنبيين، حتفهما، وجرح آخر صبيحة أمس، في حادث تحطم مروحية كانت تقلّهم ببومرداس. المروحية، كانت تقلّ خبراء مختصين في تنظيف مولّدات الكوابل الكهربائية عالية الضغط، جلبتهم المديرية العامة لسونلغاز. الضحايا، وهم إسباني وفرنسي يبلغ الأول من العمر 48 سنة، والثاني 28 سنة، فضلا عن إسباني آخر أصيب بجروح، تم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى، ولحسن الحظ وقعت المروحية في منطقة بعيدة نوعا ما عن المجمع السكني للحوش، موقع الحادثة. وحسب التحريات الأولية للدرك الوطني التي باشرت عملية التحقيق في الحادثة التي تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، فقد تعرضت المروحية لخلل تقني في حدود الساعة السابعة من صبيحة أمس، حينما كان يهمّ طاقم الخبراء بتنظيف مولّد إلى الكوابل، على ارتفاع حوالي 25 مترا، بإحدى الأحواش الواقعة ببلدية قورصو 10 كلم غرب عاصمة الولاية. غير أن انتشار الضباب أثناء الصبيحة، أدى إلى لمس دوار المروحية لإحدى الأسلاك عالية الضغط، تسبب مباشرة في سقوطها على الأرض بشكل إنسيابي. ورغم أن المروحية لم تنفجر بسبب طريقة وقوعها، وقربها من سطح الأرض، إلا أن عنصرين من الطاقم لقيا حتفهما مباشرة بعد الحادث، فيما ما يزال التحقيق جاريا، بخصوص السبب الحقيقي وراء الوفاة، ما إن كان قوة الإرتطام، أم الصعقة الكهربائية التي أصابت المروحية قبل وقوعها، واستنادا إلى التحريات الأولية، فإن قائد المروحية لم يطلق أية إشارة لمركز القيادة عن وجود خلل محتمل في الطائرة، أو مشاكل تقنية، ما يؤكد أن الحادث كان مفاجأ، ويرجّح كون الطاقم تعرض لصعقة كهربائية جعلت القائد يلقى حتفه مباشرة، ما لم يسمح بإرسال أيّة إشارة إلى مركز المراقبة، خلال الثواني القليلة قبل أن تهوي المروحية نحو الأرض. وحسب شهادات السكان الذين كانوا على مقربة من موقع الحادث، فإن دوار المروحية تشابك مع أحد الكوابل، وزاد التشابك ليرتطم هيكل المروحية مع العمود الحديدي، قبل أن تقع هذه الأخيرة على الأرض، وقد بدا الحادث مروّعا، حيث شوهدت الشرارات الكهربائية تلفّ المروحية من كل الجوانب. وقد نقلت جثث الضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث، رفقة الجريح الذي نقل بدوره إلى مصلحة الإنعاش، كما تم سحب هيكل المروحية مباشرة بعد الحادث، فيما فتحت مصالح الدرك تحقيقا في ملابسات الحادثة. من جهتها أصدرت المديرية العامة لشركة سونلغاز بيانا صحفيا أكدت فيه الحادث، ووفاة الضحيتين، مشيرة إلى أن الحادث جاء بمناسبة عمل رسمي كلّف به الخبراء الأجنبيين من طرف الشركة، وأنه راجع لخلل تقني نجم عن لمس أحد الكوابل الكهربائية عالية الضغط.