قد يتساءل البعض : وما دخل قيادة السيارة في العبادات؟ * هب أن رجلا انطلق يقود سيارته، وهو شاعر برقابة الله، ملتزما بالحدود المقررة، ومقيّدا بالآدات المرعية، ما هي نسبة احتمال أن يتعرّض لحادث مرور، أو يتسبّب فيه؟ ألم تتسبب أفواج المتهوّرين، والسكارى، وضعاف الأخلاق في حوادث مؤلمة تهزّنا أخبارها فزعا، وتروّعنا نتائجها المدمرة؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : » ولا يحلّ لمسلم أن يروّع مسلما «. وأيّ ترويع أكبر من أن تؤذي الناس في الطريق، أو تتسبّب في قتلهم وتيتيم أولادهم، أو تثكيل أمهاتهم؟ ! إن حسن قيادة السيارة، هي أخلاق مكينة، ومسالك مأمونة، وجملة من الخلال التي تورث مراعاة النظام، والإحساس بحق الآخرين، والمحافظة على أمنهم وحياتهم . ما يحزنني، أننا قوم إذا كنّا خارج أرضنا، التزمنا حدود القيادة المتحضرة، وتقيّدنا بآدابها وقوانينها، حتى إذا رجعنا إلى أوطاننا، أعلنّاها حربا ضد أنفسنا وضد الأبرياء . فهل نحن مضطرين أن نعيش في باريس أو لندن حتى نكون متحضرين في قيادة السيارة والالتزام بآداب الطريق؟ ألا يمكن أن نكون كذلك ونحن مسلمين، معتبرين من قيادة السيارة عبادة كسائر العبادات؟ أتمنى ألا يجيء يوم، نضطر فيه إلى البحث عن الإسلام في باريس أو واشنطن !!