تعكف زاوية الشيخ عبد الرحمان الثعالبي بمدينة يسر ببومرداس، كل سنة، على تأهيل وتعليم طلبة القرآن الكريم ليكونوا في مقدمة الصفوف لإمامة المصلين في صلاة التراويح، فضلا عن تلقينهم أصول الدين والعلوم المختلفة، تكميلا لجوانب العلم بشعبه. * وفي هذا الصدد، قامت الزاوية، وتحت رعاية شيخها وإمامها الشيخ نور، بتزويد أربعين مسجدا عبر ست ولايات من الوطن بأكثر من خمسين إماما لصلاة التراويح، التي أصبحت الزاوية ترعى مشايخها، وتقدم طلبتها لهذا الواجب الجليل. الولايات التي نهلت من خريجي وطلاب الزاوية هي كل من ولاية بومرداس، تيزي وزو، العاصمة، البويرة، قسنطينة وجيجل. ويعتبر هؤلاء الأئمة من أفضل المقرئين الذين يتكرر الطلب عليهم في كل سنة من طرف المصلين، نتيجة أصول التلقين التي يتلقونها بالزاوية، من طريقة الحفظ والتجويد، وأحكام القراءة. حيث تستقبل الزاوية كل سنة أكثر من 80 طالبا ضمن المقيمين بداخل الزاوية، فضلا عن 70 طالبا في فترات العطل الربيعية والشتوية وكذا الصيفية . وهم طلبة تتراوح مستوياتهم من الابتدائي إلى الجامعي . كما ترعى الزاوية نشاطات اجتماعية كتوزيع قفة رمضان على المعوزين والفقراء، حيث خصصت 100 قفة يوميا، يضاف إليها 100 وجبة لعابري السبيل والغرباء العاملين بالمدينة والولاية، فضلا عن عمليات ختان جماعي لأبناء العائلات الفقيرة، حيث سيتم خلال رمضان الجاري ختان 60 طفلا، تتكفل بهم من كل النواحي. وكمبادرة جديدة، تسعى الزاوية للقيام بزيارات تفقدية للمرضى عبر مستشفيات الولاية، أين سيتم تقديم مساعدات أيضا لهؤلاء، فضلا عن التنسيق مع الأطباء والمديرين لتقديم يد العون للمرضى المعوزين. ويؤكد الشيخ نور، إمام الزاوية، أن هذه الأخيرة، أصبحت محجّا لكل محبي تعلم القرآن عبر ولايات الوطن، وقد تطور مسعى هذه الأخيرة ليشمل التنشئة الإجتماعية. غير أن المؤسف أن هؤلاء الطلبة أصبحوا يقفون على مأساة مستقبل مبهم، في ظلّ اقتصار فرص التوظيف على حاملي الشهادات الجامعية فقط، في الوقت الذي قدّم هؤلاء الطلبة الشباب سنوات من حياتهم لتعلم كتاب الله، والتحلي بالأخلاق الحميدة، وهو ما قد يثبّط عزائم الراغبين في الانضمام إلى حفظة كتاب الله، على غرار العديد من الزوايا التي أصبحت تعاني هجرانا من الطلبة.