تعيش أكثر من 130 عائلة بحي لفران القصديري بالمدخل الشمالي لمدينة الاغواط ظروفا معيشية مزرية، نتيجة انعدام الكهرباء والماء الشروب وكذا شبكة الصرف الصحي بالتجمع السكني الذي تنتشر به الحشرات السامة كالعقارب والأفاعي التي أصبحت تشكل خطرا على حياة الصغار والكبار على حد السواء، بسبب وجود الحي بالقرب من منحدر جبلي وعدم برمجته من طرف المصالح المختصة في عمليات الرش بالمبيدات . يعتبر حي لفران اكبر التجمعات القصديرية بعاصمة الولاية من خلال إحصائه لأكثر من 500 نسمة حيث يفتقر لأدنى متطلبات المعيشة الكريمة من خلال انعدام المياه الصالحة للشرب وشبكة الصرف الصحي وكذا شبكة الكهرباء والغاز رغم قدم التجمع السكني، الأمر الذي ساهم انتشار الأمراض المزمنة والمتنقلة بين سكانه الذين يضطرون إلى قطع عدة كيلومترات من اجل الوصول إلى اقرب مصحة استشفائية، كما يضطر التلاميذ المتمدرسون لقطع مسافات مماثلة للوصول إلى مقاعد الدراسة . وقد تساءل قاطنوه عن خلفيات تهميشهم من طرف السلطات في المشاريع المتعلقة بمتطلبات الحياة اليومية كالنقل الحضري وقفة رمضان التي حرموا منها بسبب عدم اعتماد جمعية الحي، وهو ما حز في نفوسهم كثيرا، خصوصا وان غالبية السكان يشكون البطالة والفقر المدقع، إلا أن اللجنة البلدية لتوزيع هاته الإعانة الممنوحة من طرف الدولة حرمتهم منها في خطوة غير إنسانية، وهو ما جعلهم يراسلون الوالي للتدخل من اجل تخصيص حصة لهم من الحصة المخصصة من طرف الولاية وفتح تحقيق حول أسباب حرمانهم من حصة البلدية. موازاة مع ذلك، فقد اشتكى ذات السكان من انتشار الأوساخ وبقايا الردم، مما ساهم في انتشار الكلاب الضالة والحشرات السامة كالعقارب التي تكثر بسبب موقع الحي بمحاذاة منحدر جبلي وارتفاع درجة الحرارة بالمنطقة في فصل الصيف، منددين في السياق ذاته بحرمانهم من شبكة الإنارة العمومية التي يتمتع بها سكان حي سوناطراك والأحياء القريبة منهم في مشهد اعتبروه تأكيدا للحصار المضروب عليهم من طرف السلطات التي تضعهم في خانة مواطنين من الدرجة الثانية لا يتم السؤال عنهم إلا مع قرب الاستحقاقات والمواعيد الانتخابية التي تكثر فيها الوعود بتحقيق أمانيهم التي بدأت تتلاشى في ظل تأخر ترحيلهم إلى السكنات الجديدة التي خصصت لهم ضمن البرنامج الوطني للقضاء على البيوت الهشة وارتفاع أصوات المطالبين بحرمانهم من هذا البرنامج الموجه لهم لأسباب اثروا عدم الإفصاح عنها إلا بعد تأكد منح السكنات إلى مستفيدين آخرين بعد الانتهاء من أشغال انجازها، كما دعوا في ختام مراسلتهم مسؤول الهيئة التنفيذية إلى النظر إليهم بعين الشفقة والرحمة من خلال تهيئة الطرق المؤدية إلى أكواخهم وتكثيف عمليات الرش بالمبيدات للتقليل من خطر الحشرات السامة والزواحف، وكذا تمديد شبكة الإنارة العمومية والمياه الصالحة للشرب إلى جانب تخصيص مساعدات للأسر المعوزة ولأبنائهم المتمدرسين في الدخول الاجتماعي القادم .