فضائيات دينية وفنية توهم مرضى الضعف الجنسي والهزيلات بنهاية بؤسهم سجلّت وحدات الرقابة، وأعوان مكافحة الجودة وقمع الغش، على مستوى ميناء مدينة عنابة، وباقي النقاط الحدودية لولايات شرق البلاد، رقما قياسيا في حجوزات مواد التجميل الخطيرة والفاسدة والتي لا تحمل أي صفة، يتم إدخالها عبر الأبواب البرية والبحرية إلى التراب الوطني، على أربع نقاط حدودية بكل من ميناء عنّابة والنقطة الحدودية للطّارف وسوق أهراس وتبسة، وذلك خلال عام واحد، وبحسب مصادر الشروق اليومي، فإن ما قدره 1917 طن، من مختلف مواد التجمّيل المتعلقة خاصة بجسم المرأة والمستعملة إما في التجميل أو في الصيانة، قد تم حجزها من طرف المصالح المذكورة، وخلال فترة وجيزة جدا، مما يوحي بخطر محدق بالنساء على المستوى الوطني، التي تعرف إقبالا كبيرا لمثل هذه المواد السامة والخطيرة جدا، والتي لها تأثير كبير على نقاط حساسة من جسد المرأة، سيّما العينين والشفتين والثديين وأجزاء أخرى من الجسم، تلجأ بعض الفتيات إلى وضع هذه المواد عليها قصد الصيانة والتجمّيل، وحذرّت مصادر الشروق اليومي الطبية من الاستعمال العشوائي لمثل هذه المواد المروّجة في الأسواق، والتي تمكنت من اختراق حواجز الرقابة ووصلت إلى الأسواق. * هذا وقد قرع صيادلة وأطباء جزائريون ناقوس الخطر بعد أن دخلت الأسواق الجزائرية منتجات غريبة تخص النساء بالخصوص يدعّي منتجوها ومعظمهم من بلاد الشام منح الجمال الشكلي والصحة الجنسية للنساء وحتى للرجال، ومعظم هذه المنتجات تخص مناطق حساسة في جسم الرجل أو المرأة، وتخص أمراضا جلدية وحتى مزمنة وغالبيتها جنسية ومنها من ترتبط بعقد نفسية مثل صغر أثداء النساء، ويصعب بعد أن يتعاطى صاحبها الجرعات والخلطات أن يقاضي هذه الشركات المنتجة لهذه المراهم والأدوية بسبب حساسية الموضوع والخوف من أن تنكشف عيوبها أمام عامة الناس.. وكانت فضائيات عربية هي من أشعلت فضول الجزائريين والجزائريات بالخصوص، حيث تحوّل الفضول إلى شغف وإصرار على الحصول على هذه المستحضرات التي يسميها أصحابها بالأدوية، خاصة عندما يحصلون على إشارة خضراء من كليات خاصة عربية أو غربية.. والغريب أن فضائيات دينية وأخرى فنية وحتى ثقافية وأدبية تلجأ يوميا للإشهار لهذه المستحضرات عبر شريط إشهاري يمر أسفل الشاشة من دون انقطاع، وتصطاد بسهولة المصابين بأمراض نفسية أو عضوية معينة كالضعف الجنسي لدى الرجال، وتشهر لكريمات تفتيح البشرة والشفاه والخدود وتضخيم أوتصغير الثديين لدى النساء، وتدعي القضاء على الصلع وتبييض أصحاب البشرة السمراء عبر خلطات تقول إنها مشتقة من نباتات جبال لبنان النادرة، وإذا كانت غالبية الفضائيات التي تعيش من إشهار هذه الخلطات من لبنان ومصر، فإن الغريب أن قنوات تقول إنها دينية وبعضها لا تقدم سوى القرآن الكريم، تلجأ إلى هذه المستحضرات الغير طبية، والأغرب أنه في بعض الومضات الإشهارية يقال إن نسبة النجاح والشفاء مضمونة مائة بالمئة.. لكن الفضائيات العراقية الكثيرة التي أصابتها الأزمة المالية ومن أجل أن تعيش صارت تعلن حتى للشعوذة ولا تجد حرجا في القول إن لها الحلول للأجهزة التناسلية الرجالية التي تفتقد الانتصاب وعلاج السكري في شهر واحد، وتوحيد لون البشرة ومقاومة الشيخوخة وجعل الشباب مرحلة متواصلة حتى بعد سن السبعين .