أسفرت التحقيقات الوبائية حول أسباب وفاة 4 مواطنين وإصابة 75 آخر بمستشفى العلمة في ظروف غامضة عن ظهور وباء "ليبتو سبيروز" بالمنطقة نتيجة انتشار جرثومة "ليبتو سبيرو" بعد اختلاط بول الجرذان بالمياه الجوفية للآبار المنتشرة بالمنطقة، كما سجل تقرير اللجنة الوزارية الموفدة من قبل وزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، غداة تسجيل حالات الوفيات الأولى، أكثر من 100 حالة مشتبه في إصابتها بالوباء. وأوضح أمس، البروفيسور اسماعيل مصباح، مدير الوقاية بوزارة الصحة والمختص في الأمراض المعدية والأوبئة، أن تقارير اللجنة الوزارية الموفدة من قبل الوزير ولد عباس إلى ولايتي العلمةوسطيف أثبتت أن الوباء الذي اجتاح المنطقة وأصاب أكثر من سبعين شخصا يتماثل أغلبيتهم للشفاء يُعرف بوباء "ليبتو سبيروز" نتيجة لانتشار جرثومة "ليبتو سبيرو" التي تصيب الجرذان وتنتقل إلى الإنسان عبر المياه في حال وجود اتصال مباشر بين هذه المياه والجرذان الموبوءة. وأشار البروفيسور مصباح إلى أن جرثومة "ليبتو سبيرو" انتقلت إلى الأشخاص الذين تناولوا مياه الآبار المنتشرة بالمنطقة، خاصة بئر مسجد عقبة بن نافع بعد اختلاط بول الجرذان الموبوءة بمياه الآبار ما تسبب في انتقال الجرثومة إلى بعض من سكان المنطقة الذين تناولوا مياه تلك الآبار، موضحا أن أعراض الوباء تكون عادية وشبيهة بأعراض الزكام خلال الأسبوع الأول من الإصابة كالحمى وآلام الرأس والمفاصل، إلا أنها سرعان ما تتفاقم خلال فترة حضانة الجرثومة داخل الجسم وهجومه على أعضاء حساسة كالكلى والصدر ما يعيق عمل الجهاز التنفسي متسببة في عسر تنفسي يودي بصاحبه إلى الموت. المؤسسات الإستشفائية بالعلمةوسطيف سجلت العديد من الحالات المشتبه فيها فاقت مائة حالة، في حين أكدت التحاليل المخبرية على مستوى معهد باستور إصابة 75 شخصا بالوباء، وفارق الحياة 4 أشخاص بسبب ذات الوباء منذ تسجيل أول حالة والمتعلقة بسيدة وابنها، كما اتخذت خلية الأزمة بمديرية الصحة لولاية سطيف وخلية الأزمة الميدانية بدائر العلمة الإجراءات الوقائية الواجبة لمحاصرة الوباء والحد من انتشاره بغلق الآبار المنتشرة بالمنطقة وتطهير المياه الموزعة بمادة الكلور المركز مع دعوة جميع المواطنين القاطنين بمحاذاة الآبار المشبوهة وظهرت عليهم أعراض الحمى والآلام إجراء الكشوف والتحاليل الطبية الضرورية. وأوفدت وزارة الصحة منتصف الأسبوع المنقضي لجنة وزارية مكونة من مفتشين مركزيين وأطباء متخصصين في علم الأوبئة لتحديد الأسباب الحقيقية للوباء وتفعيل خطة ميدانية لمحاصرة البؤرة الوبائية والتكفل بالمصابين وإجراء تحليلات مكثفة للأشخاص المشتبه في إصابتهم والتنسيق مع السلطات المحلية للحد من انتشار الوباء في المنطقة.