رسالة المنشد أقوى أحيانا من رسالة الداعية ضمن فعاليات المهرجان الدولي الثقافي للإنشاد الذي انطلق في قسنطينة أخيرا، نشّط المنشد العالمي السوري منصور الزعيتر ندوة صحفية تحدث فيها عن القفزة الكبرى التي حققها الإنشاد في السنوات الأخيرة، حيث أصبح فنا ملتزما قائما بذاته، رغم إقراره بأنه مازال وسيبقى محصورا في مدح الرسول، صلى الله عليه وسلم، وتقديم تعاليم الإسلام والحث عليها . * وفي رده على سؤال ل"الشروق" حول ابتعاد الإنشاد الديني عن نبض الشارع العربي والإسلامي عموما، وعن قضايا الأمة ومنها قضية فلسطين، قال منصور أن "مجرد تحقيق حب الرسول، صلى الله عليه وسلم، هو أكبر قضية للأمة، لأن هناك من صار يصلي بسبب رسالة الإنشاد، والذين لم يقرأوا في حياتهم كتب السيرة والتفاسير صاروا يبحثون عنها بعد أن نبهتهم بعض الأناشايد الراقية إلى ذلك"، وقال أن "بعض رجال الدعوة أفنوا أياما في الخطب والمواعظ ولا أحد التفت نحوهم، ومديح من عشر دقائق وصل القلب وهزّ الوجدان. خاصة إذا تم اختيار الكلمات الهادفة واللحن العذب والصوت المخاطب للروح ". * وأوضح المتحدث بأنه شخصيا يدعو يوميا لفلسطين، ويرى أن "القضايا الكبرى ومنها قضية فلسطين في حاجة إلى العمل وليس الإنشاد"، وسبق لفرقة منصور الزعيتر أن شاركت في تظاهرات بمستغانم، حيث احتكت بالإنشاد الجزائري، معترفا بأن الطابع الموسيقي الجزائري جعل أهل الشام يقتبسون وبشكل دائم وقوي ما يصلهم من طبوع لحنية جزائرية، حيث نجحت فرقة " البهاء " من بوسعادة إضافة إلى أشعار صوفية جزائرية ومغاربية للبهلول والإمام الفيتوري .المنشد منصور الذي كان رفقة ثمانية من فرقته، أشاد بأن يكون للإنشاد في الجزائر مهرجان دولي تحت رعاية الرئيس والوزارة مما سيجعل الجزائر عضوا فاعلا في هذا الفن الراقي الذي تمكن من رد العائلات إلى الفن النظيف بعد موجة العري والابتذال التي عرفها الفن في العالم العربي ووجد تشجيعا كبيرا من بعض الفضائيات .